قضايا العائلة والطفل

الفتاة السويدية “ميا” تروي قصتها بعد الاغتصاب: “كنت خائفة جدًا”. قضية أثارت جدلاً!

28 أكتوبر 2025 – المركز السويدي للمعلومات

كانت “ميا” (Meya)، البالغة من العمر 16 عامًا آنذاك، في طريقها إلى المنزل بعد نوبتها في مطعم ماكدونالدز بمدينة شِيليفتيو – Skellefteå عندما تحوّلت ليلة عادية إلى كابوس. بعد عام كامل، حُكم على الجاني يزيد محمد 19 عاماً من إرتيريا بالسجن ثلاث سنوات بتهمة ، فيما اختارت ميا أن تروي قصتها علنًا لتشجع فتيات أخريات على الإبلاغ وعدم الخوف.
في تلك الليلة، أنهت ميا عملها متأخرة بعد أن طُلب منها البقاء ساعة إضافية بسبب نقص الموظفين. فاتتها الحافلة، فقررت أن تمشي نحو المدينة وهي تتحدث عبر تطبيق Facetime مع صديقتها لتشعر بالأمان.
لكن قبل دخولها نفقًا للمشاة، ناداها شاب على دراجة وسألها عن اسمها ومكان سكنها.




تقول ميا: “كنت لطيفة في الرد عليه، لكنني أعطيته اسمًا ومنطقة غير حقيقية”.
ثم لاحظ الشاب أنها تتحدث عبر الفيديو، فأخذ هاتفها فجأة حتى لا تتمكن من الوصول إليه.
“كل شيء حدث بسرعة… ثم بدأ يهاجمني”، تقول ميا.
حاولت إبعاده، لكنها جُمِّدت من الخوف عندما أمسك بها بقوة. بعد دقائق أنتهى كل شيء..وهربت !، و تمكّنت من استعادة هاتفها والهرب وهي في حالة ذعر، بينما كانت صديقتها تسمع كل ما يجري من الطرف الآخر. وهرعت والدة ميا بسيارتها لاصطحابها بعد أن علمت بما حدث. وعندما وصلت إلى المنزل، انهارت ميا في الممر أمام والدها الذي سألها كيف كانت رحلتها من العمل.

مايا -الضحية 16 عاماً وقت الحادث




“بدأت أبكي بشدة ولم أستطع التحدث… فقط تمتمت بأن شخصًا هاجمني”، تقول ميا.

تم إبلاغ الشرطة في نفس الليلة، وبعد خمسة أيام فقط، صادفت ميا المعتدي في مدرستها الثانوية نفسها.

“لم أصدق عينيّ… كان هو نفسه هناك يجلس بجانب طاولة البلياردو”، تضيف.

لاحقًا ألقت الشرطة القبض على الشاب البالغ من العمر 18 عامًا.



من البراءة إلى الإدانة

الواقعة حدثت في سبتمبر 2024، واستمرت المحاكمة لأكثر من عام. في البداية، برأته محكمة المقاطعة (tingsrätten)، لكن محكمة الاستئناف (hovrätten) أدانته في سبتمبر 2025 وحكمت عليه بالسجن ثلاث سنوات بتهمة . النيابة طالبت أيضًا بترحيله كونه يحمل صفة لاجئ، لكن المحكمة رفضت ذلك، معتبرة أن الجريمة “رغم خطورتها لم تكن من النوع الشديد الذي يستوجب الطرد من السويد”.

المدان يزيد محمد 18 عاماً وقت الجريمة





وجاء في نص الحكم: “مع الأخذ بعين الاعتبار طبيعة الفعل ومدته القصيرة!، فإن الجريمة خطيرة لكنها لا ترقى إلى مستوى الجريمة الفادحة التي تبرر قرارًا بالترحيل.”

عام من الخوف والكوابيس!

مرّت على ميا سنة صعبة. توقفت عن الذهاب إلى المدرسة لفترات طويلة، وعانت من الأرق والكوابيس والخوف من السير بمفردها. “كنت خائفة جدًا… عشت فترات صعبة وتكررت الكوابيس، لكنني اليوم أرى أنني كنت قوية رغم كل شيء.” وتضيف ميا في حديثها لصحيفة إكسبريسن (Expressen): “أريد أن أساعد فتيات أخريات على ألا يخافن من الإبلاغ، لأن الصمت لا يحمي أحدًا.”




قصة ميا أصبحت حديث الرأي العام في السويد، خاصة مع قرار المحكمة بعدم ترحيل الجاني رغم إدانته.
لكن ميا اختارت أن تكون صوتًا للناجيات، قائلة:

“أنا لست ضحية فقط، أنا شخص تجاوز الخوف، وأريد أن أُحدث فرقًا.”

القضية تثير مجددًا جدلًا واسعًا في السويد حول كيفية تعامل النظام القضائي مع الجرائم  التي يقوم بها مهاجرين أجانب، خاصة عندما يكون الجاني من فئة اللاجئين. فبينما يرى البعض أن عدم الترحيل “تساهل”، يؤكد آخرون أن العدالة يجب أن تُطبّق بمعايير إنسانية متساوية. أما ميا، فهي تواصل حياتها بدعم عائلتها، وتحاول تحويل ألمها إلى دافع لمساعدة الأخريات.




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى