
محكمة سويدية: السجن المؤبد لـ “حسن ربيعي” لمشاركته في قتل مغني الراب “كرار رمضان”
مرت شهور طويلة على الجريمة التي أثارت جدلاً في السويد، حين سقط الفنان الشاب المعروف باسم سي. جامبينو قتيلًا برصاص مجهولين، واسمه الحقيقي كرار رمضان وهو من أصول عراقية في مشهد غامض مليء بالأسئلة، لم تُعرف إجاباته الكاملة حتى اليوم. ورغم أن القاتل المباشر لم يُحدد، إلا أن العدالة السويدية قالت كلمتها في النهاية.
محكمة الاستئناف السويدية أصدرت اليوم حكمًا نهائيًا بالسجن المؤبد على الشاب حسن ربيعي (22 عامًا)، بعد أن أدانته بالمساعدة والتحريض على تنفيذ جريمة القتل.
خيوط الجريمة بدأت من سيارة فولفو!
كان حسن ربيعي بعيدًا عن مسرح الجريمة لحظة إطلاق النار، لكنه لم يكن بعيدًا عن التخطيط.
كاميرات المراقبة التقطت له صورًا وهو يشتري سيارة فولفو مستخدمة في تنفيذ الجريمة، مستخدمًا اسمًا مستعارًا.

لاحقًا، التُقطت له صور أخرى وهو يشتري بنزينًا من محطة وقود، وُضع لاحقًا في صفيحة، واستخدم في إحراق السيارة بعد الجريمة بيومين، في محاولة لإخفاء الأدلة.
كل هذه التفاصيل، إضافة إلى تحركاته المريبة في موقف سيارات Selma Lagerlöfs Torg في جوتنبرج، حيث وقعت الجريمة، رسمت صورة واضحة لدى المحققين:
حسن ربيعي كان طرفًا أساسيًا في التحضير، وإن لم يُطلق الرصاص بيده.
”لم أكن القاتل“.. لكن الأدلة قالت غير ذلك
أمام المحكمة، أقر حسن بأنه اشترى السيارة والوقود، لكنه تمسّك برواية أنه “نفّذ أوامر لصالح تاجر مخدرات”، دون علمه بأن الجريمة تستهدف قتل شخص.
وقال بالحرف:
“أنا لست مطلق النار. ولم أقد أي سيارة في جريمة قتل. ولم أساعد في ارتكابها.”
لكن المحكمة لم تقتنع.
تكرار زياراته لموقع الجريمة، وتوقيته المتزامن مع تحركات السيارة، وسجلات الاستئجار باسمه، كلها كانت كافية لإدانته.
متهمون آخرون.. وأحكام متفاوتة!
لم يكن حسن وحده في قفص الاتهام.
- متهم ثانٍ (لم يُعلن عن اسمه) أدين بالمشاركة، وحُكم عليه بالسجن 16 عامًا.
- أما المتهم الثالث، الذي كانت المحكمة الابتدائية قد حكمت عليه بـ12 عامًا ونصف، فقد حصل على البراءة الكاملة في محكمة الاستئناف.
برّرت المحكمة قرارها بأنه لم يثبت تورطه كما زعم الادعاء، ما يُظهر أن الأحكام بُنيت على الدليل، لا على الافتراض.
”القاتل مجهول.. لكن لا يهم“.
بالنسبة إلى عائلة سي. جامبينو، لم تكن هوية مطلق النار هي المسألة الأهم.
المحامية ميا ساندروس، التي مثّلت العائلة، عبّرت عن ارتياح موكليها بعد الحكم، وأكّدت أن العدالة تحققت من وجهة نظرهم.
“الأب شعر بالراحة. لم يكن مهمًا بالنسبة له أن نعرف من ضغط على الزناد، بل أن نعرف أن هناك من ساعد وخطط، وقد نال جزاءه.”
سيارة الجريمة… والفراغ الذي تركه القتل
بعد يومين من الجريمة، احترقت سيارة الفولفو في محاولة لإزالة كل أثر.
لكن العدالة التقطت الخيوط واحدة تلو الأخرى.
فنانٌ شاب فقد حياته في لحظة غادرة، وعدالة تأخرت لكنها لم تغب.
وفيما لا تزال هوية القاتل المباشر مجهولة، إلا أن المحكمة قالت كلمتها بوضوح:
“لم يضغط الزناد، لكنه حمل الجريمة على ظهره، وساهم في تنفيذها حتى النهاية.”