حوادث

موعد وعلاقة عبر الانترنيت مع فتاة يتحول لابتزاز يكلّف شخصاً مليون كرون سويدي

وقع رجل من مدينة مالمو جنوب السويد ضحية لعملية ابتزاز معقدة بدأت بتواصل بريء على تطبيق المواعدة “تيندر”، لكنها تطورت لاحقاً إلى كابوس مالي انتهى بخسارته لجميع مدخراته وتكبده ديوناً ضخمة بسبب التهديدات المستمرة التي تعرض لها. بدأت القصة عندما تعرف الرجل على امرأة من خلال “تيندر”، وبدآ محادثات اعتيادية انتقلت لاحقاً إلى تطبيق “واتساب”. بعد فترة قصيرة، تدخل شخص جديد في المحادثة عرّف عن نفسه على أنه خال الفتاة، ليبدأ مباشرة بتوجيه تهديدات للرجل واتهامه بإجراء محادثات غير لائقة مع قاصر.




وزعم هذا الشخص خال الفتاة  أن الفتاة  قاصر، بل لم تتجاوز الرابعة عشرة. كما ادعى أنها تضررت،من التواصل معه وكل المحادثات مسجلة وسوف يتم ابلاغ الشرطة وطالبه بتعويض مالي لإصلاح الأضرار. والتقى الرجل بالشخص المبتز في عدة مواقع داخل مدينة مالمو، بما في ذلك محطة وقود Circle K، حيث اضطر تحت التهديد إلى تسليم 10 آلاف كرون نقداً. وعندما لم تكفِ هذه المبالغ، أُجبر لاحقاً على صرف 20 ألف يورو أخرى من شركة تحويل الأموال Forex.




وخلال هذه اللقاءات، تمكن الجاني من إجبار الرجل على منحه صلاحيات كاملة على حسابه المصرفي، من خلال تفعيل هوية إلكترونية جديدة (BankID) على هاتفه المحمول، مما منحه إمكانية التحكم الكامل في أمواله. ولم تتوقف الضغوط عند هذا الحد. فقد تلقى الرجل تهديدات تمس عائلته، حيث أبلغه الشخص بأنه يعرف تفاصيل دقيقة عن أفراد أسرته، مثل أن والده يقود دراجة نارية، وأن شقيقه ينتظر مولوداً، محذراً إياه من التعرض لهم بالأذى إن لم يستمر في الدفع.




وفي نهاية المطاف، وبعد أن أدرك حجم الخطر، أقدم الرجل على تعطيل حسابه البنكي. لكن الأوان كان قد فات، إذ اكتشف أن الجاني قام فعلاً بسحب كل ما لديه من أموال، وأجبره كذلك على توقيع قروض جديدة باسمه. وأوضح في رسالة وجهها إلى صحيفة Sydsvenskan أن إجمالي المبالغ التي خسرها بلغ حوالي مليون كرون، إضافة إلى مدخراته وصندوقه الاستثماري الذي كانت قيمته تتراوح بين 140 و150 ألف كرون.




الشرطة صنفت الحادثة ضمن قضايا “الابتزاز الخطير”، وهي جريمة قد تصل عقوبتها القصوى إلى ثماني سنوات سجن وفق القانون السويدي. من جانبه، طالب الرجل بنك Nordax بتجميد القروض المترتبة عليه حتى انتهاء التحقيق، مبرزاً أنه كان ضحية لعملية احتيال مدبرة. لكن البنك رفض طلبه، وأصدر بياناً على لسان المتحدث الرسمي، أوليفر هوفمان، قال فيه: “التهديد تحت الإكراه يُعد جريمة خطيرة من اختصاص الشرطة. نحن نعمل ضمن سياسة صارمة ضد الاحتيال ونتعاون مع الجهات الرسمية، لكننا لا نعلّق على الحالات الفردية”. ورغم أن التحقيق ما زال جارياً، يصرّ البنك على وجوب سداد القروض في مواعيدها.




هيئة الشكاوى العامة تفصل في النزاع

يترقب الرجل حالياً القرار الذي ستصدره هيئة الشكاوى العامة ARN، حيث تنظر الهيئة في النزاع القائم بينه وبين البنك. وبالرغم من أن قرارات الهيئة ليست ملزمة قانونياً، إلا أن معظم الشركات والمؤسسات المالية في السويد تحترم توصياتها وتلتزم بها.

من الجدير بالذكر أن الشرطة السويدية أبدت قلقها من تصاعد معدلات الاحتيال الإلكتروني، خصوصاً المرتبط باستخدام هوية BankID، حيث تجاوز عدد البلاغات خلال عام 2024 وحده 20 ألف بلاغ، معظمها يدور حول هذا النوع من الاحتيال.

وفي انتظار ما ستقرره هيئة ARN، يبقى مصير الرجل المالي معلقاً: فإما أن يُعترف به كضحية ويُعفى من الديون التي لحقت به، أو يُجبر على سداد أكثر من مليون كرون دفعها ثمناً لعلاقة بدأت بمحادثة عابرة على “تيندر”.




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى