
الناشطة السويدية غريتا تونبرغ تشكو من الجفاف والقمل والجوع في السجن جنوب إسرائيل
كشفت مصادر دبلوماسية وإعلامية عن الظروف القاسية التي تعاني منها الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ وعدد من زملائها المحتجزين في سجن كيتسيوت بصحراء النقب جنوب إسرائيل، وذلك بعد اعتراض القافلة البحرية التي كانت متجهة إلى قطاع غزة لكسر الحصار الإسرائيلي. وبحسب صحيفة The Guardian البريطانية، فقد أعربت تونبرغ خلال تواصلها مع وزارة الخارجية السويدية عن معاناتها من الجفاف والجوع، وظهور طفح جلدي تعتقد أنه ناجم عن بقّ الفراش. وأفادت بأنها تعرضت لـ”معاملة قاسية” واضطرت للجلوس لفترات طويلة على أسطح صلبة دون راحة.
وفي رسالة إلكترونية أرسلتها وزارة الخارجية السويدية إلى عائلتها – بحسب الصحيفة – ورد أن “غريتا تحدثت عن كميات غير كافية من الطعام والماء، وعن اشتباه بإصابتها بعدوى جلدية بسبب سوء ظروف الاحتجاز”. ورغم هذه الشكاوى، أكدت وزارة الخارجية السويدية أنها طالبت السلطات الإسرائيلية مرارًا بتوفير الطعام والماء النظيف والعناية الطبية للمعتقلين، إلى جانب السماح لهم بلقاء محامين.
من جهة أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي عن ترحيل 137 ناشطًا من “أسطول الصمود” إلى تركيا، جميعهم من دول غير السويد، بينها الولايات المتحدة، بريطانيا، إيطاليا، وعدة دول عربية وآسيوية. فيما لا يزال نحو 13 مواطنًا سويديًا، من بينهم غريتا تونبرغ والنائبة في البرلمان السويدي لورينا ديلغادو فاراس، قيد الاحتجاز.
وقد تم توقيف أكثر من 400 شخص من المشاركين في القافلة المؤلفة من أكثر من 40 سفينة، والتي كانت تهدف إلى إيصال مساعدات إنسانية إلى غزة. وأكدت تقارير أن غالبية هذه السفن تم اعتراضها في المياه الدولية، ما أثار موجة انتقادات واسعة من منظمات حقوقية.
تباين في مواقف الدول الأوروبية
وفي حين سارعت دول كـ فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وإيرلندا إلى طمأنة شعوبها وتوفير الحماية الدبلوماسية لمواطنيها المشاركين في القافلة، جاء الموقف السويدي مغايرًا. حيث صرّح رئيس الوزراء أولف كريسترشون قائلًا:
“في الأساس، لا يوجد مساعدة لهم، لا شيء على الإطلاق.”
وأضاف أن الحكومة السويدية طلبت فقط السماح لدبلوماسييها بزيارة المعتقلين، مشيرًا إلى أن المعلومات المتوفرة تؤكد أن حالتهم “جيدة”، رغم التحذير المتكرر من السفر إلى غزة، الذي أصدرته الخارجية السويدية منذ أكثر من عشر سنوات.وأوضح كريسترشون أن من يخالف هذا التحذير يعرّض نفسه لمشكلات لا يمكن للدولة ضمان حلها، مؤكدًا أن أقصى ما يمكن تقديمه هو الدعم القنصلي المحدود.
نهاية غير واضحة
بين وعود الدول وتعنت السلطات الإسرائيلية، تبقى غريتا تونبرغ وزملاؤها في وضع غامض، وسط مناشدات إنسانية بإنهاء احتجازهم وتأمين عودتهم إلى بلادهم. بينما يستمر الجدل الدولي حول شرعية اعتراض السفن في المياه الدولية، تتصاعد المخاوف من أن تتحول قضية “أسطول الصمود” إلى اختبار حقيقي لمبادئ حقوق الإنسان في زمن الأزمات.