آخر الأخبارأخبار السويد

السويد تُجهز ملجأً واحداً من أصل 80 لإيواء 100 ألف شخص.. لكنها لا تحمي من النووي

 في ظل تصاعد التوترات الأمنية في أوروبا والحديث عن احتمالات مواجهة عسكرية مع روسيا، أعادت السويد فتح ملف الملاجئ الجماعية “skyddsrum”، التي كانت قد بُني معظمها خلال الحرب الباردة كخط دفاع مدني لحماية السكان من حرب عالمية ثالثة.




هيئة الطوارئ وحماية المجتمع السويدية  (Myndigheten för samhällsskydd och beredskap – MSB) كشفت أن من بين 80 ملجأً كبيراً مخصصاً لإيواء عشرات الآلاف من المدنيين، لم يُجرَ تحديث سوى ملجأ واحد فقط في منطقة Kungsholmen – كونغسهولمن وسط ستوكهولم، وهو قادر على استيعاب نحو 1200 شخص. هذا الملجأ خضع لتقوية البنية الخرسانية وتزويد بأنظمة تهوية وفلترة للهواء، تحمي نسبياً من الغازات السامة، لكنه لا يوفّر حماية كاملة في حال هجوم نووي مباشر، إذ إن هذه الملاجئ مصممة بالأساس لمواجهة الانفجارات والشظايا وليس الضربات الذرية.




بحسب خطة MSB، هناك ملجآن آخران سيخضعان للتجديد العام المقبل، أحدهما في ستوكهولم والآخر في Göteborg – يوتيبوري، بينما يجري العمل على 30 ملجأً خاصاً أصغر حجماً، بتكلفة تجاوزت 85 مليون كرون سويدي خلال عام واحد.




أما على المستوى الوطني، فقد بدأت الحكومة والهيئة بجرد شامل لما يقارب 64 ألف ملجأ منتشرة في أنحاء السويد، وذلك حتى عام 2030. التقديرات تشير إلى أن نحو 50% فقط من هذه الملاجئ قادرة على توفير حماية معقولة من القصف التقليدي، بينما لا يتجاوز عدد الملاجئ المجهزة بوسائل تصفية الهواء والحماية من الأسلحة الكيميائية أكثر من 10%.




من الناحية التطبيقية، السؤال الكبير هو: أن روسيا في أي حرب مفتوحة من الناتو لا تستطيع الصمود بدون الردع النووي وهنا تكون الملاجئ النووية مهمة وذات أولوية .. كما بكيف يمكن لهذه القدرة المحدودة من الملاجئ أن تستوعب بالفعل أكثر من 100 ألف شخص في وقت أزمة؟ عملياً، المشكلة تكمن في أن التجهيزات الداخلية – من نظام التهوية، المراحيض، مصادر المياه، والطاقة – لا تزال قديمة في أغلب الملاجئ، وبعضها قد لا يتحمل بقاء هذا العدد من الناس لفترات طويلة.




وبينما يرى مراقبون أن إعادة تأهيل هذه الملاجئ ضرورة استراتيجية لحماية المدنيين إذا اندلعت حرب واسعة في أوروبا، فإن خبراء الأمن يشددون على أن أي ملجأ تقليدي في السويد لن يكون قادراً على مواجهة ضربة نووية مباشرة، بل يقتصر دوره على توفير حماية محدودة ضد الانفجارات الثانوية، الشظايا، والغازات.




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى