
متجر Power السويدي: إعادة مبلغ المشتريات إذا حملت الزبونة خلال 30 يوماً من الشراء
في ظل استمرار التقارير الرسمية حول انخفاض الانجاب في السويد وخطورة ذلك على المجتمع السويدي ،، أعلنت سلسلة متاجر الإلكترونيات باور Power – التي تمتلك فروعاً في عدة مدن سويدية بينها ستوكهولم Stockholm، مالمو Malmö وهلسنغبوري Helsingborg – عن حملة تسويقية (kampanj) وصفتها بأنها “الأكثر سخاءً في تاريخ السوق السويدي”.
العرض يقوم على فكرة غريبة: أي زبونة تشتري جهازاً من المتجر، وتثبت لاحقاً أنها أصبحت حاملاً (graviditet) خلال 30 يوماً من تاريخ الشراء، يحق لها حينها استرداد المبلغ المدفوع بالكامل (återbetalning).
إعلان صادم: “قد يجعلك تتقيئين”
الحملة أُطلقت عبر منصة إنستغرام مع عبارة دعائية ملفتة تقول: “Ett erbjudande som får dig att må illa” أي “عرض قد يجعلك تشعرين بالغثيان”، في تلميح مباشر إلى غثيان الحمل. الشركة قدّمت العرض على أنه نوع من مكافأة الولادة (födelsepremie)، بل ذهبت أبعد من ذلك بوصفه “أكثر العروض كرماً ليس فقط في السويد بل ربما في العالم”.
موجة انتقادات وسخرية
لكن الإعلان لم يمرّ بهدوء، إذ واجهت الحملة ردود فعل غاضبة وُصفت بأنها “مقززة وغير لائقة”. بعض المعلقين رأوا أن مثل هذا العرض قد يشجع بعض الشابات على الحمل بشكل غير مدروس ثم اللجوء إلى الإجهاض لاحقاً من أجل استعادة المال. آخرون سخروا من الحملة متسائلين ما إذا كانت “إدارة التسويق قد تركت الأمر بيد متدرّب قليل الخبرة”.
الشركة تدافع: “نريد معالجة مشكلة حقيقية”
إدارة Power ردّت عبر قناة TV4 موضحة أن الهدف من الحملة ليس الترويج أو استغلال جسد المرأة، بل محاولة لفت الأنظار إلى مشكلة ديموغرافية تواجه السويد تتمثل في انخفاض معدل المواليد. الشركة قالت بالحرف: “نحن نرغب في إعطاء دفعة إضافية لأولئك الذين يفكرون أساساً في الإنجاب، لا دفع غير المخططين إليه”. لكنها في الوقت نفسه اعترفت بأن الموضوع حساس للغاية ويتطلب احتراماً لاختلاف وجهات النظر.
شروط العرض بالتفصيل
بحسب القواعد المعلنة، العرض متاح فقط للعملاء الذين يبلغون 20 عاماً فما فوق. ويستلزم تقديم شهادة طبية رسمية تؤكد الحمل، مع ذكر موعد متوقع للولادة بعد تسعة أشهر تقريباً من تاريخ الشراء. عندها تقوم الشركة بإرجاع المبلغ كاملاً.
بين التسويق والجدل المجتمعي
الحملة وُصفت بأنها محاولة جديدة لدمج التسويق التجاري مع النقاشات الاجتماعية الكبرى، خاصة في بلد مثل السويد حيث قضية تراجع عدد المواليد أصبحت مثار قلق سياسي واقتصادي. لكن الأسلوب الاستفزازي في الإعلان جعل من Power هدفاً لانتقادات لاذعة، حتى وإن كان الهدف المعلن “إيجاد طريقة مبتكرة للتعامل مع مشكلة سكانية حقيقية”.