دولية

الشيخ الدرزي حكمت الهجري: حكومة دمشق تكفيرية تمارس التحريض والقمع في السويداء

في موقف غير مسبوق، حمّل شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز، الشيخ حكمت الهجري، النظام السوري مسؤولية مباشرة عن الكارثة الدامية التي عصفت بمحافظة السويداء خلال الأيام الماضية، معتبرًا ما جرى نتيجة طبيعية لنهج قمعي تتبعه السلطات منذ سنوات، لا يعترف بالمواطنين شركاء، بل يعاملهم كخصوم يجب إخضاعهم بالقوة.



وفي بيان مصور بثته الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية، وجّه الهجري سهامه نحو الحكومة السورية، متهمًا إياها بتعمد استخدام القصف ضد المدنيين بدلاً من حمايتهم، في ما وصفه بسياسة “تكفيرية” خطيرة تتناقض تمامًا مع مسؤوليات الدولة. وأضاف أن من حرض وخرب في السويداء لا يُعبّر عن أهلها، بل يخدم أجندات ضيقة، ولن يُسمح له بجرّ المحافظة إلى هاوية الفتنة.



الهجري، الذي بدا غاضبًا لكن حازمًا، أكد أن الطائفة لم تكن يومًا داعية فتنة أو طائفية، بل وقفت دومًا في صف الوطن، وتحملت الكثير في سبيل الحفاظ على نسيجه المتماسك. لكنه لم يُخفِ مرارة ما حصل، معتبرًا ما جرى في السويداء درسًا صارخًا لكل من يراهن على القمع لإخماد صوت الناس، ومثالًا حيًّا على فشل الحكومة في إدارة التنوع والتعدد داخل سوريا.



وأكد أن الطريق نحو حلّ دائم لن يمرّ عبر فوهات البنادق، بل من خلال الحوار والتفاهم، داعيًا إلى تحكيم العقل، والتعاون بين أبناء البلد الواحد من مختلف المكونات لحماية الكرامة وردّ الاعتبار للضحايا.

الهجري لم يتحدث من فراغ، بل من واقع أليم خلفته حملة عسكرية شنّتها قوات النظام لفض اشتباكات اندلعت بين مجموعات من أبناء السويداء وآخرين من البدو السنّة، في مشهد فتح أبواب الدم على مصراعيها، وخلف أكثر من 500 قتيل، وفق تقديرات ميدانية وشهادات سكان.



تزامن ذلك مع تقارير محلية ودولية عن وقوع انتهاكات موثقة، بعضها سجله جنود النظام بأنفسهم، ما عمّق الجراح وأثار موجة غضب داخل المجتمع الدرزي، دفعت السلطات في نهاية المطاف إلى سحب قواتها ليلاً، في محاولة لامتصاص الغضب المتصاعد. 




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى