
تهرّب ضريبي وعمل بالأسود ومحاسبة بدون فواتير في صالونات الحلاقة في السويد
فوضى كبيرة في عمل صالونات الحلاقة في معظم مدن السويد خصوصا مناطق الوسط والجنوب ، حيث تُجري مصلحة الضرائب السويدية حالياً مراجعة شاملة استهدفت عشرات من صالونات الحلاقة في أنحاء البلاد، وتوصلت إلى نتائج مقلقة تُظهر أن عددًا كبيرًا من هذه الصالونات متورط في ممارسات تهرّب ضريبي ممنهج، سواء في المحاسبة أو في تشغيل العاملين.
القطاع تحت المجهر: مخالفات متكررة
بحسب تصريحات أحد مسؤولي مصلحة الضرائب، فإن كل صالون تقريباً خضع للتحقيق ظهرت فيه مخالفات مالية، أبرزها إخفاء جزء من المداخيل عن السلطات. المراجعة شملت قرابة 50 شركة تعمل في مجال تصفيف الشعر، وتم اختيارها بناءً على وجود مؤشرات على التلاعب الضريبي.
ممارسات منتشرة: “التحايل أصبح نمطاً شائعاً”
التحقيقات كشفت أن كثيراً من هذه الصالونات تُدار من قبل مهاجرين جدد أو عائلات مهاجرة، وغالباً ما يكون النشاط مسجلاً باسم أحد أفراد العائلة بينما تدار العمليات اليومية بشكل غير نظامي.
في الواقع، المحاسبة داخل هذه الصالونات تتم غالباً دون فواتير رسمية، خاصة في التعاملات النقدية أو عبر تطبيق Swish، حيث تُستخدم حسابات متعددة، بعضها يعود لأفراد من خارج النشاط التجاري، ما يجعل من الصعب تتبّع الدخل الحقيقي.
من يعمل داخل هذه الصالونات؟
فيما يخص العاملين، تكشف المراجعة أن العديد منهم لا يعملون وفق عقود رسمية:
- بعضهم يعملون بـ”الأسود” دون تسجيل أو تأمين.
- آخرون يُسجّلون على أنهم متدربون في برامج تدريب (praktik) وهم في الحقيقة موظفون دائمون بأجور منخفضة.
- وهناك من يُدفع لهم بالساعة دون توثيق رسمي، في محاولة للالتفاف على قوانين العمل والضرائب.
أدوات الدفع والتلاعب بالمحاسبة
استخدمت بعض الصالونات أجهزة دفع إلكترونية غير مربوطة بنظام المحاسبة الرئيسي (الكاشير). هذا يعني أن الزبون يحصل على إيصال بسيط يثبت الدفع، لكن العملية لا تُسجَّل فعلياً في النظام الضريبي، ما يسمح بإخفاء الإيرادات الحقيقية.
حتى في الحالات التي يُستخدم فيها Swish، تُوزَّع المدفوعات على حسابات شخصية أو حسابات جانبية، لتبدو وكأنها ليست مرتبطة بالنشاط التجاري.
هل هذه مجرد مخالفات فردية؟
ما كشفته المراجعة يُشير إلى أن التحايل في هذا القطاع أصبح واسع الانتشار، خصوصاً في المدن الكبرى حيث تنتشر صالونات الحلاقة النسائية والرجالية في الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية من أصول مهاجرة.
ورغم أن القوانين السويدية واضحة وصارمة في مسألة الفواتير والضرائب، إلا أن غياب الرقابة الفورية داخل هذه الأنشطة الصغيرة يُسهل استمرار هذه الممارسات لسنوات دون كشف.
كيف تحمي نفسك كزبون أو صاحب عمل؟
- اطلب إيصالاً ضريبياً رسمياً عند الدفع – الإيصال العادي لا يضمن أن العملية سُجّلت.
- تأكد من أن الصالون مسجل رسمياً ويُظهر رقم المنظمة (organisationsnummer).
- إذا كنت تفكر في فتح صالون، احذر من الوقوع في “ثقافة التحايل” المنتشرة، فالانخراط فيها قد يعرضك لعقوبات قاسية وسحب ترخيص النشاط.
يجدر الإشارة أن مصلحة الضرائب تخطط لنشر تقرير مفصل عن هذه المراجعة خلال خريف 2025، لكنه من الواضح أن هذا القطاع بات بحاجة إلى رقابة مشددة وتوعية أكثر للمهاجرين الجدد حول القوانين المالية في السويد.
فالتحايل في المحاسبة قد يبدو بسيطاً في البداية، لكنه ينتهي غالباً بغرامات ضخمة أو ملاحقات قانونية تصعب العودة منها.