
احتفالات منتصف الصيف.. طائرتين مقاتلتين روسيتين يحلقون فوق حدود السويد البحرية
20 يونيو 2025
في تصعيد مقلق يتزامن مع أكثر المناسبات السويدية رمزية، حلّقت مساء الجمعة – طائرتين حربيتين روسيتين من طراز SU-30 فوق حدود السويدي من جنوب بحر البلطيق. في ليلة عيد منتصف الصيف – وقامت مقاتلتان سويديتان من طراز JAS 39 Gripen باعتراضهم فوق سماء إقليم سكونه الجنوبي، وذلك ردًا على اقتراب الطائرات الروسية من المجال الجوي السويدي
وقالت القوات المسلحة السويدية بوضوح إن “ما جرى لم يكن تدريبًا، بل اعتراضًا فعليًا”، مؤكدين أن المقاتلات السويدية خرجت لتحديد هوية الطائرات الروسية التي كانت تحلق فوق المجال الجوي الدولي، لكن على مقربة من الأجواء السويدية. “لقد ازداد النشاط العسكري الروسي في الأسابيع الأخيرة”، صرّح بذلك المتحدث العسكري ميكائيل أغيرين، الذي أشار إلى أن كل من روسيا والدول الإسكندنافية تجري تدريبات عسكرية متوازية في منطقة بحر البلطيق.
هل اختيار ليلة عيد منتصف الصيف كان محض صدفة؟
رغم أن وزارة الدفاع السويدية حاولت التقليل من الحدث، ورفض وزير الدفاع السويدي التعليق عليه، معتبرًا أنه “من الأمور التي يتعامل معها الجيش بشكل روتيني”، إلا أن توقيت الحادثة يثير الكثير من التساؤلات.
عيد منتصف الصيف هو رمز وطني عميق في السويد، يُحتفل فيه بالضوء، الحياة، والانتماء، ويُعد يومًا تتوقف فيه البلاد عن العمل، وتسترخي فيه المؤسسات والأسر.
لذا فإن خرق الأجواء في هذه الليلة تحديدًا قد يُفهم كـ رسالة رمزية مستفزة من روسيا، تُظهر قدرتها على المناورة حتى في لحظات السويد “الأكثر خصوصية واحتفالًا”.
خلفية متوترة: نشاط روسي متزايد وبوادر اختبار للجاهزية
هذا التطور يأتي في وقت تصاعدت فيه التحركات العسكرية الروسية في بحر البلطيق، وتزامن مع إعلان السويد عن أكبر استثمار دفاعي في تاريخها بقيمة 300 مليار كرونة، ما قد يُفسَّر من جانب موسكو كمواجهة استراتيجية جديدة في المنطقة.
ورغم أن الحادث لم يتحول إلى مواجهة مباشرة، فإن مجرد خرق الأجواء ورفع جاهزية الطائرات السويدية في ليلة رمزية يرفع درجة التوتر في العلاقة بين البلدين، ويُذكر السويديين بأن واقع الصراع في أوروبا لم يعد بعيدًا عن أجوائهم.
هل كانت هذه مجرد مصادفة؟ أم “عرض قوة مدروس” يحمل في طياته رسالة خفية من موسكو إلى ستوكهولم في يوم وطني حساس؟
السويد تراقب، والناتو أيضاً.