
سيمونا موهامسون.. زعيمة مُرشحة لليبراليين من أصول فلسطينية غيَّرت اسمها من “محمد” لـ “موهامسون”!
إفي خطوة أثارت الانتباه داخل الأوساط السياسية السويدية، تم ترشيح سيمونا موهامسون لقيادة حزب الليبراليين السويدي، لتصبح بذلك أول مرشحة من أصول فلسطينية تتولى هذا المنصب. ترشيح موهامسون لم يمر مرور الكرام، خاصة في ظل مفارقة تتعلق بهويتها الأصلية، وقرار عائلتها تغيير اسمها من “محمد” إلى “موهامسون”، في خطوة وُصفت بأنها محاولة لتسهيل الاندماج وربما لإخفاء الجذور المسلمة أو المهاجرة، وفق ما يراه البعض.
من حيفا إلى البرلمان الأوروبي
وُلدت سيمونا موهامسون في 27 ديسمبر 1994 بمدينة هامبورغ الألمانية، لأسرة تنحدر من جذور فلسطينية ولبنانية؛ فوالدها فلسطيني سني من حيفا عاش لسنوات في مخيم نهر البارد في لبنان، ووالدتها لبنانية شيعية من قرية جبلية على الحدود مع إسرائيل. هذا الخليط الطائفي والجغرافي شكل خلفية فريدة، لكن العائلة اختارت لاحقًا أن تُعيد رسم معالم هويتها عند الانتقال إلى السويد.
وبحسب الروايات، غيّر والدها اسم العائلة من “محمد” إلى “موهامسون” عندما كانت سيمونا في السابعة من عمرها، وذلك ضمن ما وُصف بـ”خطة واعية” للاندماج في المجتمع السويدي وتجاوز العوائق المحتملة المرتبطة بالهوية الإسلامية أو العربية. انتقلت العائلة إلى بلدة أوفيرليدا في فاسترجوتلاند، وهناك بدأت سيمونا مسيرتها الدراسية والسياسية. لاحقًا، درست الإدارة العامة والرقمنة بجامعة غوتنبرغ، وشاركت في الحياة العامة من خلال اتحاد الشباب الليبرالي.
صعود سياسي مدفوع بحس الاندماج
منذ عام 2025، تشغل موهامسون منصب السكرتيرة العامة للحزب الليبرالي، كما كانت الاسم الثالث في قائمة الحزب لانتخابات البرلمان الأوروبي 2024، محققة 4432 صوتًا شخصيًا. وقد عُرفت بدفاعها عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، خاصة من خلال كتابها “هونغ كونغ RIP” الذي نُشر عام 2021.

لكن المفارقة التي سلط عليها الإعلام الضوء تتعلق بالاسم. فاسمها الحالي “موهامسون”، وإن بدا سويديًا، يحمل جذورًا إسلامية واضحة، مما أثار تساؤلات حول دور “التجميل الاسمي” في الاندماج، وهل كان بدافع شخصي بحت، أم لضمان عدم انعكاس الهوية المهاجرة على فرص التقدم الاجتماعي والسياسي؟ وهي مفارقة ليست غريبة في سياق الهجرة السويدية.
ترحيب من اليمين المتطرف؟
في مفاجأة أثارت الجدل، هنأ جيمي أوكيسون، زعيم حزب “ديمقراطيو السويد” (SD) المعروف بموقفه المعادي للهجرة، موهامسون على ترشيحها. الترحيب هذا فتح باب التساؤلات: هل تغيير الاسم وخطابها المتوازن تجاه SD جعلا منها شخصية “أكثر قبولا” حتى لدى من كانوا خصومًا أيديولوجيين؟
رغم أن حزبها ما يزال رسميًا يرفض الدخول في حكومة تضم SD، إلا أن موهامسون لم تستبعد التعاون معهم، وقالت إنها “جاهزة للتعاون مع جميع الأحزاب”، وإن الحوار داخل الحزب جارٍ بخصوص كيفية تشكيل حكومة يمينية قوية بعد الانتخابات القادمة. لكنها امتنعت عن تأكيد أو نفي احتمال تولي منصب وزاري في حكومة يكون حزب SD طرفًا فيها.
تحول في المواقف… من النقد إلى الفخر
اللافت أن موهامسون كانت سابقًا من أبرز المعارضين لاتفاق “تيدو” بين الحكومة وSD، لكنها اليوم تعلن أنها “فخورة بما تحقق من نتائج عبر هذا التعاون”، في تحول واضح بمواقفها السياسية، ربما يعكس براغماتية جديدة أو واقعًا سياسيًا يفرض نفسه.
السويد “الفرصة” التي لا يجب إضاعتها
في أكثر من مناسبة، أكدت موهامسون امتنانها للفرص التي قدمتها لها السويد، وقالت إن والديها شددا منذ طفولتها على ضرورة احترام المجتمع السويدي والاندماج الكامل فيه. ووصفت تغيير اسم العائلة بأنه “تعبير عن احترام وامتنان” رغم السخرية التي تعرض له على وسائل التواصل.
مستقبل غامض لحزب يتراجع
يأتي ترشيحها وسط تراجع حاد في شعبية حزب الليبراليين، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أنه لا يتجاوز 2% من الدعم، أي أقل من الحد الأدنى المطلوب لدخول البرلمان (4%). ولذلك، تركز موهامسون على إعادة ربط الحزب بالواقع وتعزيز دوره من خلال التركيز على قضايا التعليم، السلوك، والمسؤولية، كركائز لحزب ليبرالي حديث.
هل السياسة تتطلب تذويب الهوية؟
ترشيح موهامسون يفتح نقاشًا أوسع حول ضريبة الاندماج السياسي، خاصة عندما يتعلق الأمر بأبناء المهاجرين والمسلمين في أوروبا. هل يكفي الكفاءة أم أن تغيير الاسم وتكييف الهوية باتا شرطًا غير مكتوب؟ وهل قبولها في أوساط يمينية يعود لتنازلها عن رمزية اسمها العربي الإسلامي؟ أم أن الأمر تعبير عن انفتاح جديد في السياسة السويدية؟
في كل الأحوال، تبقى سيمونا موهامسون حالة سياسية مكررة مع الكثير من الأصول الإسلامية التي تحاول الوصول لمراكز سياسية عليا فتحاول الابتعاد قليلاً أو كثيراً عن الخلفية الدينية .. ليس تهرب أو خجل ولكن ربما للآن الساحة السياسية في أوروبا لا ترحب كثير بالتدين في السياسية حتى لو كنتا مسيحياً او مسلماً او اي ديانة أخرى