دولية

ترامب يلتقي الشرع ويعلق ” الشرع شاب، جذاب، قوي. له ماضٍ قوي جداً. أنه مقاتل”

14/5/2025

في تحوّل دراماتيكي يعكس عمق التبدلات في المشهد السوري والإقليمي، التقى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بالرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع في لقاء وصفه البيت الأبيض بـ”التاريخي”، عُقد في السعودية بمشاركة ولي العهد محمد بن سلمان، وبحضور افتراضي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.




لكن ما أثار الانتباه لم يكن فقط اللقاء، بل التوصيف المثير الذي أطلقه الرئيس الأمريكي ترامب على الشرع: حيث وصف ترمب الرئيس السوري أحمد الشرع قائلاً

“شاب، جذاب، قوي. له ماضٍ قوي جداً. أنه مقاتل.”

وأضاف ترامب :  بأن الشرع عليه ”تحمّل المسؤولية” عن مراكز احتجاز تنظيم داعش في شمال شرق سوريا،  وأضاف “لديه فرصة حقيقية لأن يُمسك زمام الأمور. تحدثت مع الرئيس أردوغان، وهو صديق مقرّب له، ويعتقد أنه يملك فرصة ليقوم بعمل جيد. إنها دولة ممزقة.”

الشرع وترامب ..لقاء السعودية

وأكد الرئيس الأميركي أنه يعتقد بأن سوريا ستنضم في نهاية المطاف إلى “اتفاقات أبراهام” لتطبيع العلاقات مع إسرائيل. وأضاف “قلت له: آمل أن تنضموا عندما تُرتّبون أوضاعكم”، ولفت إلى أن الشرع أجابه “نعم”.





و أبلغ الرئيس السوري نظيره الأميركي بأنه يدعو الشركات الأميركية للاستثمار في قطاع النفط والغاز بسوريا، وفق البيت الأبيض .لكن ترامب أشار إلى أن أمام السلطات السورية الجديدة الكثير من العمل للقيام   لقاء ترامب مع الشرع ، ليست مجرد مجاملة دبلوماسية، فلقاء رئيس أمريكي لرئيس دول أخرى يكون وفقاً لمعايير (الرضى والدعم) و تعكس ما يبدو أنه رهان أميركي جديد على رجل يتم تقديمه كقائد يحمل ماضٍ متطرف لكن بمستقبل “معتدل” مرسوم على النمط التركي – إسلامي علماني مهادن.



 ماضي متطرف.. مستقبل معتدل؟

الشرع، الذي كان معروفًا في دوائر المعارضة الإسلامية بخلفيته الفكرية الصلبة وتوجهاته الإسلامية الراديكالية في مراحل مبكرة من مسيرته، بات الآن يحاول لكل جهد ورغبة التقرب من العالم الغربي، و يُقدَّم في الخطاب الغربي كـ”قائد انتقالي متمدن إسلامي علماني” يمكن الرهان عليه لفرض الاستقرار، والتقارب مع إسرائيل، بل وحتى “ترحيل الإرهابيين الفلسطينيين” كما طالب ترامب خلال اللقاء.




السؤال الجوهري هنا:
هل نحن أمام إعادة إنتاج لنموذج أردوغان في سوريا؟
رئيس إسلامي، بخلفية أيديولوجية قوية، يتم تجميلها لاحقًا تحت شعار “الاعتدال” السياسي والديمقراطي – شرط أن يخدم هذا التحول مصالح الأمن الإقليمي والغربي، ويُبقي على المصالح الاقتصادية والعسكرية الكبرى في المنطقة.

النفط، والتطبيع

الصفقة التي يُراد منها تطبيع شامل بين الشرع وإسرائيل، تشمل أيضًا – بحسب تسريبات من رويترز – منح الشركات الأميركية امتيازات في قطاعي النفط والغاز السوري، بل وحتى بناء “برج ترامب” في قلب دمشق.




هذه ليست مجرد تفاصيل رمزية. إنها مؤشرات على أن دمشق قد تُعاد هندستها كعاصمة “صديقة للغرب”، على النموذج الخليجي: دولة بمظهر علماني، لكنها تقودها طبقة ذات جذور إسلامية سابقة، أعادت تعريف نفسها لتكون مقبولة في معادلة السياسة العالمية الجديدة.

اليوم، يبدو أن الشرع يُعامل بنفس المنهج: تجاهل ماضيه الأيديولوجي مقابل الالتزام بسلوك جديد يخدم الغرب. لكن هل هذا ممكن؟ وهل يمكن إعادة إنتاج قائد “متطرف سابق” ليصبح راعي السلام والازدهار في سوريا؟

 




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى