وفاة مراهقة بجرعة ترامادول.. محكمة سويدية تبرّئ الشاب الموزّع من مسؤولية وفاتها
في قضية أثارت جدلاً واسعاً في السويد، قضت محكمة فالون الجزئية ببراءة شاب يبلغ من العمر 19 عاماً من تهمة التسبب في وفاة فتاة تُدعى مولي، البالغة من العمر 14 عاماً، والتي لقيت حتفها بعد تناولها عقار الترامادول خلال حفلة منزلية في فبراير 2023. رغم ذلك، أُدين الشاب بجرائم تتعلق بالمخدرات، بسبب بيعه العقار نفسه لقاصرات.
ما الذي حدث؟
في إحدى ليالي الشتاء، حضرت مولي مع إحدى صديقاتها حفلة منزلية في فالون، حيث حصلتا على أقراص ترامادول من شاب يبلغ من العمر 16 عاماً في ذلك الوقت. العقار المصنّف كمخدر، والذي يصبح شديد الخطورة عند مزجه بالكحول، لم يُظهر تأثيره على الفور، ما دفع الفتاة إلى تناول جرعات إضافية. وفي صباح اليوم التالي، وُجدت جثة مولي داخل سريرها، بعد أن فارقت الحياة.
موقف العائلة
صرّحت مالين غنوسبيليوس، والدة مولي، في حديث سابق لقناة TV4، أن ابنتها وصديقتها “لم تكن لديهما أي فكرة عن مدى خطورة تلك الحبوب”، مشيرة إلى أن الفتاة لم تكن تدرك حجم المخاطر المرتبطة بتعاطي هذه المادة المخدّرة.
المحكمة تبرّئ الشاب من التسبب في الوفاة
رغم أن الادعاء وجّه للشاب تهمة التسبب في وفاة الغير، إلا أن المحكمة اعتبرت أن الفتاة كانت تمتلك القدرة الكافية على تحمّل المسؤولية الشخصية عند اتخاذ قرار تناول الأقراص. وبهذا، تم تبرئة الشاب من هذه التهمة، بينما أدين في ثلاث قضايا متعلقة بالمخدرات، بينها بيع مواد مخدّرة لقاصرتين.
العقوبة: مراقبة وخدمة مجتمعية
الحكم الذي صدر بحق الشاب تضمن الخضوع للمراقبة الاجتماعية (skyddstillsyn) وأداء خدمة مجتمعية، باعتبار أن الجرائم المرتكبة كانت تتعلق بمخدرات “بسيطة” من حيث التصنيف، لكنها خطيرة من حيث التأثير الاجتماعي، خاصة بسبب بيعها لقاصرات.
رئيس المحكمة، يوهان روسين، علّق قائلاً إن بيع المخدرات لأشخاص تحت السن القانوني لعب دوراً مشدداً في تقييم خطورة الجريمة، حتى وإن لم يتم تحميل الشاب مسؤولية مباشرة عن وفاة مولي.
ورغم إسدال الستار القانوني على القضية، لا تزال الحادثة تثير تساؤلات واسعة في المجتمع السويدي حول مسؤولية الشباب، وفعالية التوعية بالمخاطر، ودور النظام القضائي في التعامل مع القضايا التي تجمع بين المخدرات والقاصرين والموت المفاجئ.
