مجتمع

وفاة لاجئة غرب السويد بسبب خطأ طبي في عيادة الأسنان وعدم وجود تأمين صحي لعلاجها!

6/8/2025

في واقعة صادمة وغير متوقعة، توفيت امرأة عقب أسابيع من خضوعها لخلع ضرس في إحدى عيادات الأسنان بمنطقة فاسترا يوتالاند يالقرب من مدينة ترولهيتان (Trollhättan). غرب السويد، حيث بدأت القصة بإجراء روتيني لخلع ضرس، لكنها انتهت بمضاعفات خطيرة أنتهت بوفاة السيدة وهي طالبة لجوء .




بدأت القضية أواخر أكتوبر الماضي 2024، عندما زارت سيدة  العيادة الطبية وهي تشتكي من آلام شديدة في أحد أضراسها.  الطبيب المسؤول، والذي كان حديث التخرّج، قرّر خلع الضرس دون علاجه، وذلك لأن طالبي اللجوء في السويد يحصلون على رعاية خلع الأسنان فقط وليس علاجها .. كما تم خلع الضرس بدون وصف مضاد حيوي رغم وجود مؤشرات على التهاب وذلك كون أن طالب اللجوء لا تأمين له إلا في حالة الطوارئ القصوى وبشكل محدود.  كما تم إعادة السيدة لمنزلها دون أي إجراء وقائي، ما سمح لظهور  عدوى لدى السيدة وتطورت لوضع خطير!




بعد أيام، عادت السيدة للمستوصف الصحي للاسنان وهي تعاني من تورم حاد في الوجه، وصعوبة في التنفس والبلع، إلى جانب آلام صدرية. ورغم أن الأعراض كانت تنذر بخطر داهم، قرر الطاقم الطبي بالمستوصف إحالتها إلى مستشفى “نال” بمدينة ترولهيتان (Trollhättan).، ولكن ليس بسيارة إسعاف، بل بحافلة عامة، بدعوى عدم وضوح الجهة المسؤولة عن تكاليف النقل نظرًا لوضعها كطالبة لجوء.



تدهور وانهيار في المستشفى

وصلت المرأة إلى المستشفى بعد نصف ساعة من المعاناة، وهناك بدأت حالتها في التدهور بشكل حاد. نُقلت إلى قسم العناية المركزة، حيث ظلت تحت المراقبة والعلاج حتى نهاية نوفمبر، قبل أن تُنقل إلى دار للمسنين. لكنها لم تتعافَ. فقد تطورت حالتها إلى شلل شبه كامل بسبب العدوى، إلى أن توفيت بعد أشهر قليلة، وفق ما أفادت شقيقتها.



أخطاء متراكمة

كشف التحقيق الذي أجري بعد البلاغ عن عدد من التجاوزات، أولها ضعف خبرة الطبيب الأول، وتجاهله لتوصيات الرعاية المتعلقة بوصف المضادات الحيوية، خصوصًا مع معرفة أن المريضة تعاني من أمراض مزمنة مثل انسداد الرئة المزمن (KOL).
في الزيارة الثانية، لم يتم طلب سيارة إسعاف رغم تدهور الأعراض، وكان السبب خلافًا إداريًا حول من يتحمل المسؤولية المالية. كما لم يُقدّم أي علاج فوري، وفشل الطبيب الثاني بدوره في اتخاذ إجراء عاجل.
حتى بعد إحالتها للمستشفى، لم يتأكد الطبيب من تسلّمها من قبل الجهة المستقبلة، وهو ما اعتبر خللاً فادحًا في التنسيق والتوثيق.



تقرير داخلي: خلل في سلسلة الرعاية

بحسب تقرير أعدته الإدارة الطبية في العيادة، فإن ما حدث يمثل حالة إهمال بالغة الخطورة، ويكشف عن خلل في عدة مستويات، بدءًا من التقييم الأولي، مرورًا بقرارات النقل، وانتهاءً بضعف التواصل بين الجهات الطبية.



كيف يمكن أن تنتهي زيارة طبيب أسنان بالوفاة؟

ما يجعل هذه القصة أكثر إثارة للقلق هو أنها بدأت بإجراء يُفترض أن يكون بسيطًا، ولا يهدد الحياة. وفاة شخص بعد خلع ضرس تُعد من الحالات النادرة جدًا، ولا تحدث إلا إذا تراكمت عوامل الخطر الطبية مع غياب الرعاية المناسبة.
في هذه الحالة، العدوى التي لم تُعالج بالمضاد الحيوي انتشرت على ما يبدو في الجسم، وتطورت إلى حالة تهدد الحياة في غياب تدخل عاجل.




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى