
وزير العدل السويدي: موظفين المؤسسات والمكاتب الحكومية يعانون من البيروقراطية!
وجّه وزير العدل السويدي غونار سترومر انتقادات حادة إلى أداء الجهاز الإداري في البلاد، معتبرًا أن النوم في البيروقراطية السويدية التي أصبحت عاجزة عن التعامل بفعالية في المواقف الحرجة، وأن الخوف من اتخاذ القرار أصبح جزءًا من ثقافة العمل داخل مؤسسات الدولة.
وأشار سترومر إلى أن هذا الخلل الإداري تجلّى بوضوح خلال عاصفة شتوية شديدة شلّت حركة السير على الطريق السريع E22، حيث تُرك مئات المواطنين عالقين في سياراتهم لساعات طويلة وسط البرد القارس،مع تحميلهم مسؤولية الخروج أثناء العاصفة! ، في وقت كانت الجهات المسؤولة تناقش عبر اجتماعات بالفيديو ما إذا كان يحق لها فتح الحواجز أو الاستعانة بالجيش لتقديم الدعم.
وأكد أن هذه الواقعة ليست حالة فردية، بل تعكس أزمة أعمق تعاني منها الإدارة العامة، حيث يُفضل العديد من الموظفين التزام الصمت أو الجمود الإداري على اتخاذ قرار قد يُعرضهم للمساءلة، حتى وإن كان القرار ضروريًا لحماية الأرواح أو تحسين الخدمات.
أزمة بيروقراطية تهدد ثقة المواطنين
وأوضح سترومر أن هذه الحالة من “الشلل الإداري” كانت محورًا لتقرير لجنة الثقة المكلفة بمراجعة أداء القطاع العام، حيث خلص التقرير إلى وجود ثقافة خوف متنامية بين الموظفين العموميين، ناتجة عن قوانين صارمة تُحمّلهم المسؤولية حتى عند ارتكاب أخطاء غير متعمدة.
وربط الوزير هذه الظاهرة بتدهور ثقة المواطنين بالمؤسسات الرسمية، ودعا إلى إصلاح شامل يشمل تحديث قانون المسؤولية الوظيفية، بحيث يجرم إساءة استخدام السلطة أو الإهمال الوظيفي، لكن دون أن يتحول الأمر إلى بيئة تهدد الموظفين بالشبهة والعقاب الدائم.
إصلاح القانون وحده لا يكفي
وفي ختام مقاله، شدد سترومر على أن الحل لا يكمن في تغليظ العقوبات وحدها، بل في بناء ثقافة مؤسسية جديدة تعزز المبادرة والشجاعة وتحفز الموظفين على اتخاذ قرارات مسؤولة تخدم الصالح العام دون خوف مفرط من المحاسبة.
واعتبر أن البيروقراطية الفعالة ليست تلك التي تلتزم بالنصوص فقط، بل التي تضع الإنسان في قلب القرار، وتتحرك بسرعة ومرونة عند الحاجة.
🔗 للاطلاع على التقرير الكامل وتحليل المركز السويدي للمعلومات
www.centersweden.com