
وزير العدل السويدي: السويد تصدّر الأطفال المجرمين إلى دول الجوار!
في تحذير لافت يعكس تصاعد الأزمة، عبّر وزير العدل السويدي غونار سترومر عن قلقه من تحوّل السويد إلى “مصدّر للأطفال المجرمين” إلى دول الجوار، مشيرًا إلى أن السلطات في النرويج والدنمارك بدأت تشتكي فعليًا من تدفّق مراهقين سويديين متورطين في جرائم خطيرة، تشمل عمليات تفجير، وإطلاق نار، وتنفيذ اغتيالات مأجورة لصالح شبكات الجريمة المنظمة.
,خلال مشاركته في اجتماع وزراء العدل الأوروبيين في كوبنهاغن، أكّد سترومر أن ما كان يُنظر إليه سابقًا كظاهرة محلية داخل السويد، بات يتمدد على مستوى أوروبا، ويهدد أمن دول الجوار بشكل مباشر، وقال: “نحن نُصدّر الآن مجرمين صغارًا لدول قريبة منا، وهذه مسؤولية يجب أن نواجهها بجدية”.
الجريمة تنتقل عبر الحدود… والإنترنت هو الجسر
بحسب سترومر، فإن التجنيد يتم غالبًا عبر الإنترنت باستخدام تطبيقات مشفّرة مثل “تلغرام” و”سيغنال”، ما يعرقل قدرة الشرطة على تعقّب المحرضين والمجندين، وأشار إلى أن هذا النوع من “التجنيد الرقمي” يعيد قدرات الشرطة إلى الوراء لعقود، بسبب الحواجز التقنية والتشريعية المتعلقة بحماية البيانات.
نحو قوانين أكثر صرامة لمواجهة التجنيد الإجرامي
في مواجهة هذا التهديد، تدرس الحكومة السويدية تعديلًا تشريعيًا جديدًا يتيح ملاحقة شبكات تجنيد الأطفال بنفس الأسس القانونية التي تُستخدم لملاحقة تجنيد الإرهابيين. لجنة حكومية تعمل حاليًا على صياغة مقترحات ستُعرض نهاية العام الجاري، وسط ضغوط أوروبية متزايدة لمراجعة قوانين حماية البيانات مثل لائحة GDPR، التي يرى سترومر أنها تعيق العمل الشرطي الفعال.
الدنمارك تدق ناقوس الخطر
من جهتها، أطلقت الشرطة الدنماركية عدة تحذيرات خلال العام الماضي من ارتفاع عدد المراهقين السويديين المنخرطين في شبكات الجريمة داخل الدنمارك. وزير العدل الدنماركي بيتر هوملغورد وصفهم بـ”جنود أطفال سويديين”، مؤكدًا أنهم يُستغلّون في تنفيذ عمليات عنف مقابل المال، مضيفًا أن هذا “نموذج جديد من الجريمة كمهنة أو خدمة”، وهو ينتشر بوتيرة مقلقة.
أرقام صادمة: عشرات الجرائم عبر الحدود
بحسب تقارير إعلامية دانماركية، فإن ما لا يقل عن 38 مراهقًا سويديًا ارتكبوا جرائم خطيرة في الدنمارك خلال عام 2024 فقط، أبرزها عمليات قتل مأجورة وتفجيرات. هذه المعطيات عززت مخاوف السلطات من أن تتحول السويد إلى مركز لتجنيد وإرسال القُصّر للقيام بمهام إجرامية خارج حدودها.
السويد تواجه “واقعًا جديدًا”
تُظهر تقارير الشرطة السويدية أن العصابات بدأت تستهدف الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عامًا، وتُغريهم بالمال أو الشهرة على الإنترنت لتنفيذ جرائم عنيفة، وهو ما وصفه سترومر بـ”الواقع الجديد”، داعيًا إلى تحرك محلي وأوروبي حازم قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة تمامًا.