قضايا وتحقيقات

وزيرة التعليم السويدية تهاجم مؤثرة سورية إسلامية: “اشعر بغضب من هذه المؤثرة”

في السويد اندلع جدل واسع بين وزيرة التعليم  سيمونا موهامسون Simona Mohamsson (حزب الليبراليين L)، وبين الشابة السورية إيناس الحمدوي Inas Alhamwi، البالغة من العمر 25 عاماً، والتي تعد من أبرز المؤثرات على وسائل التواصل الاجتماعي بين أبناء الجالية المسلمة.



من هي إيناس الحمدوي؟

إيناس وصلت إلى السويد عام 2016 قادمة من سوريا، وسرعان ما ظهرت في الإعلام السويدي بوصفها ناشطة في قضايا المساواة والاندماج. تمتلك اليوم أكثر من 350 ألف متابع على منصات تيك توك، إنستغرام وفيسبوك، وتصل مقاطعها لملايين المشاهدات.
في السنوات الماضية، أشادت وسائل الإعلام السويدية بجهودها في تعزيز الاندماج. لكنها الآن أصبحت محل انتقادات شديدة، بعد أن بدأت في نشر نصائح وآراء اعتبرتها الحكومة معرقلة للاندماج.



ما الذي أثار الجدل؟

الحمدوي وجهت عبر منصاتها نصائح إلى الأسر المسلمة، من أبرزها:

عدم تعليم الأطفال اللغة السويدية في سن مبكرة، معتبرة أن تعلمها لاحقاً أسهل. و حث النساء المسلمات على تجنب زيارة أطباء أو مصففي شعر من الرجال، والابتعاد عن الصالات الرياضية المختلطة أو أماكن الرقص المختلطة.

وفي مقطع مصوّر، وقفت أمام علم قوس قزح التقدمي (Progress Pride Flag) وكتبت: “هم يتفاخرون بانحرافهم غير المشروع، فلماذا لا نتفاخر بديننا الحق؟”

الوزيرة السويدية ..موهامسون .. والمؤثرة السورية “إيناس”




رد فعل الوزيرة سيمونا موهامسون

تصريحات إيناس أثارت غضب وزيرة التعليم والاندماج سيمونا موهامسون، وهي سياسية بارزة من أصول فلسطينية غيرت اسمها من محمد لموهامسون تنتمي إلى حزب الليبراليين (Liberalerna).
قالت الوزيرة:
“أشعر بغضب شديد عندما أرى أشخاصاً مثل إيناس، لا يكتفون بتكريس العزلة لأنفسهم وأطفالهم، بل يحاولون أيضاً بناء مسيرة مهنية كمؤثرين على ثقافة الانعزال.” وأضافت: “الكثير من الأطفال اليوم لا يتحدثون السويدية، وهذا يعني أنهم لن يملكوا القدرة على التحكم بمستقبلهم.” وترى موهامسون أن ما تفعله إيناس نوع من الدعاية التي تضع أحياء بأكملها في “قبضة” هذه الثقافة الانعزالية.




وقالت الوزيرة:

“يجب أن يحصل كل طفل على نفس الحقوق بغض النظر عن الرمز البريدي لمنطقته، سواء عاش في برومّا Bromma (منطقة راقية في ستوكهولم) أو بوتشيركا Botkyrka (منطقة معروفة بتنوعها السكاني).” و“لا يمكن أن نتنازل عن حقوق الطفل، سواء تعلق الأمر بالعنف المنزلي أو التمييز أو العزلة الثقافية.”



رد إيناس الحمدوي

من جانبها، رفضت إيناس هذه الاتهامات وأكدت أنها منخرطة بالفعل في المجتمع السويدي:

أوضحت أنها تزور بانتظام الروضات المفتوحة (öppna förskolan)، وتتابع مع ممرضات الأطفال، وتشارك في دورات الوالدية والأنشطة الاجتماعية. وأكدت أنها تتحدث السويدية بطلاقة، درست في الجامعة، لم تعش على المساعدات الاجتماعية، وتدفع الضرائب. وكتبت: “لقد حاولنا دائماً المساهمة في المجتمع. لكننا اكتشفنا أننا غير مقبولين ما لم نتخلّ عن هويتنا العربية والإسلامية.” وأشارت إلى أن السويد تخسر الكفاءات المهاجرة بسبب هذه الضغوط، مضيفة: وقالت “إذا غادرنا السويد يوماً فسيكون بسبب هذا الضغط والريبة من سياسيين مثل سيمونا، وعندها سيخسر البلد استثمارات جيل كامل من المهاجرين.”



موقف الوزيرة من احتمال مغادرتها

الوزيرة موهامسون ردّت بصرامة، وقالت إنها لا ترى في مغادرة إيناس خسارة:

“القضية هنا تتعلق بحقوق الأطفال. لا يمكننا التفاوض بشأنها مهما كانت الاعتبارات.” وأضافت: “من الغريب أن يختار شخص العيش في السويد دون أن يكون جزءاً من قيمها ومجتمعها.”

القضية تكشف التوتر المستمر في السويد بين قيم الاندماج والمساواة من جهة، وبين الحفاظ على الهوية الدينية والثقافية من جهة أخرى. إيناس الحمدوي ترى أنها تمارس حقها في حرية الرأي والهوية الإسلامية. بينما تؤكد الوزيرة سيمونا موهامسون أن هذه الممارسات تضر بالأطفال وتكرّس العزلة، وهو أمر لا يمكن القبول به في المجتمع السويدي.




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى