أخبار منوعة

هل يسمع الموتى ما نقوله؟ دراسة علمية تكشف استمرار حاسة السمع بعد الموت!

ماذا لو أخبرناك أن الإنسان بعد موته، حتى بعد توقف قلبه، قد يكون قادرًا على سماع ما يحدث حوله؟  أو تخيل أن شخصًا بعد وفاته، وهو جالس في قبره أو مستلقٍ على فراشه الأخير، قد يسمع ما يحدث حوله… الأصوات، الحفيف، الهمسات… حتى حديث الزائرين والدعاء. قد يبدو هذا خيالًا، لكن العلم الحديث بدأ يكشف أن هذا الخيال قد يكون حقيقة. فهذا ما كشفت عنه مجموعة من الدراسات الحديثة التي أجرتها جامعات بريطانية وأمريكية، والتي أثارت جدلاً واسعًا في الأوساط العلمية.




الدراسات تشير إلى أن الدماغ لا يتوقف عن العمل فجأة عند الموت، بل يظل نشطًا لساعات محدودة، ما يجعل الشخص في حالة محاصرة داخل جسده، قادرًا على سماع الأصوات المحيطة به. الدكتور سام بارنيا من جامعة ستوني بروك الأمريكية، الذي أجرى أبحاثًا على حالات السكتة القلبية في أوروبا والولايات المتحدة، أكد أن الناجين وصفوا تفاصيل دقيقة عما دار حولهم أثناء توقف القلب: محادثات الأطباء، ما كان يراه السجناء من تحركات، وحتى سماع إعلان وفاتهم.



وما يجعل الأمر أكثر إثارة للدهشة، بحسب بارنيا، أن بعض هؤلاء الناجين شعروا بأنهم كانوا واعين لما يحيط بهم رغم توقف الجسم تمامًا عن الحركة، وكأن وعيهم ما زال حاضرًا في تلك اللحظات الحرجة. عملية الإنعاش القلبي الرئوي قد تساعد على إعادة تشغيل بعض وظائف الدماغ، لكن الدراسة توضح أن حتى ساعات ما بعد توقف القلب، يمكن للدماغ أن يحتفظ ببعض النشاط، ما يتيح فرصة مؤقتة لإدراك ما يدور حول الشخص.



وفي دراسة أخرى أجرتها جامعة كولومبيا البريطانية، فحص الباحثون حاسة السمع عند مرضى الرعاية التلطيفية في الساعات الأخيرة من حياتهم، باستخدام تخطيط كهربية الدماغ (EEG). النتائج كانت مذهلة: حتى المرضى الذين أصبحوا غير مستجيبين، ظل دماغهم قادرًا على التفاعل مع الأصوات. بعضهم استجاب لنغمات معينة كما لو كان واعيًا تمامًا، ما يعني أن القدرة على السمع قد تكون آخر حاسة تختفي عند الاقتراب من الموت.



الدراسة الجديدة أشارت أيضًا إلى أن هذه الرؤية العلمية لا تتعارض مع الموروثات والمعتقدات الدينية القديمة. ففي العديد من الديانات، بما فيها الإسلام، يُعتقد أن الميت يسمع من حوله: حفيف نعال من يقف على قبره، الهمسات والدعاء، وحتى صوت الأحياء الذين يزورونه. وهذه النتائج العلمية الحديثة تقدم تأكيدًا محايدًا لهذه المعتقدات، موضحة أن حاسة السمع قد تستمر بعد توقف القلب، بما يجعل الميت على دراية بما يحيط به، ولو لفترة قصيرة.



تظل هذه الظاهرة واحدة من أكثر الأسرار الغامضة التي جمعت بين العلم والدين، وبين التجربة الإنسانية والمعرفة الحديثة، لتطرح تساؤلات جديدة عن وعي الإنسان بعد الموت، وعن طبيعة اللحظات الأخيرة من الحياة التي لم يكن أحد يستطيع كشفها إلا حديثًا من خلال أبحاث الدماغ. فهذه الاكتشافات تفتح نافذة غريبة على عالم ما بعد الموت، عالم لا يمكن للعلماء تأكيد كل تفاصيله بعد، لكنه يكشف أن لحظات الموت الأخيرة ليست مجرد توقف للجسد، بل فترة قصيرة من الوعي الغامض، حيث يسمع الإنسان ما يدور حوله قبل الرحيل النهائي. قد يكون هذا العلم أقرب إلى ما تحدثت عنه الموروثات الدينية لقرون، ويعيد السؤال القديم: هل يسمع الميت حقًا ما نقوله؟




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى