
نائبة رئيس وزراء السويد: الانتخابات القادمة صراع بين القيم السويدية والإسلام السياسي
صرحت إيبا بوش، زعيمة حزب المسيحيين الديمقراطيين (Kristdemokraterna) المشارك في الحكومة السويدية، ووزيرة الطاقة ونائبة رئيس الوزراء، بتصريحات مثيرة أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والثقافية والإعلامية في السويد. ففي منشور على حسابها الرسمي في منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، شددت بوش على أن:
“الإسلام المجتمعي لا يمكن ممارسته في السويد بنفس الطريقة التي يُمارس بها في إيران أو السعودية”.
وأضافت أن مثل هذه التصريحات “البديهية”، على حد وصفها، غالباً ما تثير غضب شخصيات في الأوساط الثقافية واليسارية، لكنها تؤكد أنها تعكس شعوراً موجوداً لدى شريحة واسعة من المجتمع السويدي.
الدفاع عن “القيم السويدية”
بوش أوضحت أن قلقاً كبيراً يسود بين المواطنين السويديين حول تأثير بعض الممارسات الدينية والثقافية على مستقبل السويد وأطفالها، مشيرة إلى أن هذه القضايا قد تطغى أحياناً على قصص النجاح لآلاف المهاجرين الذين تمكنوا من الاندماج في المجتمع عبر العمل وتعلم اللغة وبناء صداقات.
وأكدت أن حديثها لا يستهدف المهاجرين الذين تبنوا القيم السويدية وشاركوا في الدفاع عنها، بل أولئك الذين “لا يرغبون في التكيف مع المجتمع الجديد”.
موقف الحزب المسيحي الديمقراطي
بحسب بوش، فإن Kristdemokraterna لطالما ناضل من أجل ترسيخ القيم الإنسانية والمسيحية كأساس للقوانين والتعليم والحياة العامة في السويد. واستعرضت بعض مواقف الحزب السابقة، مثل:
- معارضة التمويل الخارجي للمساجد.
- رفض السماح برفع الأذان في الأماكن العامة.
- التأكيد على وجود “ثقافة سويدية عليا” ينبغي الاعتراف بها وحمايتها.
القيم المشتركة كأساس للتعددية
بوش بررت مواقفها بأنها تأتي دفاعاً عن المهاجرين واللاجئين الذين فروا من ثقافات قمعية ليجدوا أنفسهم أمام أشكال مشابهة من السيطرة والهيمنة داخل السويد، مثل ضغوط العشائر والعائلات أو ظواهر جرائم الشرف.
وقالت:
“نحن نفعل ذلك من أجل الأطفال الذين يتعرضون للسيطرة، ومن أجل الموظفين العموميين الذين يحاربون قمع الشرف، ومن أجل السويديين الذين يشعرون أن شيئاً ما قد فُقد من مجتمعهم”.
وترى بوش أن الحفاظ على هذه القيم المشتركة شرط أساسي لضمان التعايش والتنوع في المجتمع، مشيرة إلى أن التسامح والقبول المتبادل لا يمكن أن يتحققا إلا إذا كانت هناك قواعد ثقافية واضحة يتفق عليها الجميع.
“نحن مستعدون لتحمل المسؤولية”
وختمت بوش رسالتها بالتأكيد على أن حزبها مستعد لتحمل المسؤولية السياسية من أجل ضمان تكيف الإسلام مع القيم السويدية، دون أن يضطر السويديون للتخلي عن مبادئهم. وقالت:
“نحن نهتم بمستقبل أطفالنا، ولذلك نحن مستعدون لمعركة قيمية في الانتخابات القادمة”.
تصريحات إيبا بوش ليست جديدة في مضمونها، لكنها تأتي في توقيت حساس، مع تصاعد الجدل في السويد حول قضايا الاندماج والهجرة والهوية الوطنية. فالمؤيدون يرون أنها تعبر عن مخاوف حقيقية لدى شريحة واسعة من السويديين الذين يشعرون أن بعض الممارسات الدينية تتعارض مع قيم المجتمع.
والمنتقدون يعتبرون أن خطابها يساهم في تعميق الانقسام الاجتماعي ويضع المسلمين بشكل عام في دائرة الاتهام، بدل التركيز على قلة متطرفة. بهذا التصريح، تفتح إيبا بوش مجدداً ملف “القيم السويدية مقابل التقاليد الدينية والثقافية الوافدة”، وهو ملف مرشح ليكون أحد أبرز محاور النقاش السياسي خلال الفترة القادمة وصولاً إلى الانتخابات المقبلة. ولكن يظل السؤال الأهم هل فعلاً الإسلام السياسي والمجتمعي له هذا الوزن في الانتخابات السويدية القادمة كما تعتقد إيبا بوش ؟