
موظف في شركة “تيليا” السويدية يختلس 3.7 مليون كرونة: أنفقها على ألعاب الهاتف
في واحدة من أكثر قضايا الاحتيال غرابة في السويد، تم توجيه اتهام رسمي إلى موظف سابق في شركة الاتصالات العملاقة “تيليا” بعد أن اختلس ما يقارب 3.8 مليون كرونة سويدية، كان من المفترض أن تُعاد كتعويضات مالية لعملاء الشركة. وبدأت القصة عندما تواصل عدد من عملاء تيليا مع الشركة للاستفسار عن مبالغ مستحقة لم يتم استلامها، رغم أن السجلات الداخلية كانت تشير إلى أن التحويلات قد تمت بنجاح. هذا التناقض أثار الشكوك داخل القسم المالي، لتبدأ الشركة بتحقيق داخلي كشف عن مفاجآت غير متوقعة.
من خلال التحقيقات، تم رصد تكرار استخدام نفس أرقام الحسابات البنكية في عدة عمليات تحويل تخص عملاء مختلفين، ما دفع المسؤولين لتعقب مصدر التحويلات، ليصلوا إلى موظف في الأربعينات من عمره يعمل في قسم الفواتير، ويقيم في منطقة أوستيريوتلاند.
“محبوب ويخبز الكعك”… لكن خلف الكواليس قصة مختلفة
الموظف المشتبه به كان يُوصف من زملائه بأنه “شخص محبوب” و”يساعد الجميع” بل وكان مشهورًا بإحضار الحلويات إلى مكان العمل. لكن حين تمّت مواجهته بالأدلة، لم يُقدّم أي تبرير منطقي، كما نفى تعرضه لأي ضغوط أو تهديدات. وعلى عكس المتوقع، بقي “هادئًا جدًا”، مما أثار المزيد من الشكوك.
عقب ذلك، فُصل من عمله فورًا، وتم تقديم بلاغ رسمي إلى الشرطة، لتبدأ قضية جنائية باتهامه بـ الاحتيال الجسيم وخيانة الأمانة.
15 حسابًا بنكيًا وأكثر من 100 عملية تحويل
وفقًا للائحة الاتهام، فإن الموظف استغل موقعه الوظيفي ما بين مايو 2021 وسبتمبر 2023، وقام بتحويل مبالغ مالية إلى 15 حسابًا بنكيًا يملكها بنفسه، في أكثر من 101 عملية منفصلة، ليصل مجموع الأموال المختلسة إلى 3,785,968 كرونة.
الموظف اعترف بارتكاب الجريمة، لكنه لم يقدّم تفسيرًا واضحًا لدوافعه، سوى قوله إنه كان يريد المال.
كيف أنفق الأموال؟ ألعاب وتيك توك ومواقع إباحية
في التحقيقات، كشف المتهم أنه استخدم جزءًا صغيرًا من المبلغ لسداد قرض بسيط، وساعد بعض الأصدقاء ماديًا، لكن الغالبية العظمى من الأموال أُنفقت على تطبيقات الهاتف والمحتوى الرقمي.
قال في اعترافاته:
“ألعاب، اشتراكات، تطبيقات… أغلبها ألعاب موبايل. كنت أشتري أشياء داخل الألعاب، أو أدفع لإزالة الإعلانات.”
وأضاف أنه كان يستخدم أمواله في منصات مثل YouTube وSpotify وDuolingo وتطبيقات صور، كما قام بشراء “Coins” (عملة افتراضية) على تيك توك بقيمة تجاوزت 49,000 كرونة باستخدام بطاقة بنكية، لكن التحقيقات ترجح أن المبلغ الحقيقي أعلى بسبب استخدامه أيضًا حساب PayPal.
OnlyFans والإنفاق الشهري على “مواقع الكبار”
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل أقرّ الموظف أنه كان ينفق 2000 إلى 3000 كرونة شهريًا على مواقع وتطبيقات محتوى مخصص للبالغين.
وذكر في التحقيق أنه صرف ما لا يقل عن 53,000 كرونة على منصة OnlyFans، حيث قال:
“أحيانًا كنت أشترك شهريًا، وأحيانًا أدفع لمشاهدة عروض مباشرة. في بعض العروض، يدفع الشخص مقابل خلع قطعة ملابس، مثل قائمة أسعار.”
أين ذهبت الملايين؟
عندما واجهه المحققون بأن الأموال لم تعد موجودة في حساباته البنكية، أجاب بكل بساطة: “لقد تم إنفاقها.” محاميه، روبرت نيستروم، رفض التعليق على الدوافع الكاملة قبل بدء المحاكمة، لكنه أكد: “نعم، هو نادم بالتأكيد. ما حصل لم يحقق له أي شيء إيجابي.” والموظف الآن يواجه عقوبة السجن بعد اعترافه الكامل، فيما تُعد القضية مثالًا جديدًا على كيفية استغلال الثقة في مؤسسات كبرى، وتحول الشغف الرقمي إلى إدمان كلّف صاحبه مستقبله المهني وربما حريته.