
من الاندماج للنقاب ورفض الروضة.. مؤثرة سويدية سورية يستهدفها الإعلام اليميني في السويد
أثارت تصريحات إيناس الحموي، البالغة من العمر 25 عاماً، جدلاً واسعاً في الأوساط السويدية. إيناس، التي ولدت في سوريا وعاشت في محافظة السويداء قبل أن تصل إلى السويد بعمر 15 عاماً، تقيم حالياً في مالمو مع زوجها وأطفالها الثلاثة. هي تعمل مؤثرة وتكمل دراستها أونلاين عبر الإنترنيت من المنزل ،فيما يعمل زوجها في مجال الخدمات الاجتماعية ، وتظهر عبر منصات التواصل الاجتماعي حيث يتابعها عشرات الآلاف على “تيك توك” و”إنستغرام”.
اللافت أن الحموي كانت قد قُدّمت سابقاً في الصحافة السويدية كنموذج لاندماج ناجح، وصرّحت أكثر من مرة بأنها تشعر بأنها “سويدية” حتى قبل الحصول على الجنسية. لكنها اليوم تعلن مواقف مغايرة، من بينها رفضها إرسال أطفالها إلى الروضة، وتفضيلها أن يقتصر تعليمهم اللغوي على العربية بدلاً من السويدية. هذا التغيير دفع بعض المراقبين إلى وصفه بـ”التحول الصادم”، خصوصاً أنها كانت قد مدحت علناً نظام رياض الأطفال في مقابلات سابقة.

وسائل إعلام سويدية، بينها صحف محسوبة على التيار اليميني، رأت في هذه المواقف مؤشراً على تراجع رغبتها في الاندماج، معتبرة أن التحول يعكس جدلاً أوسع داخل بعض الأسر المهاجرة المسلمة بين الحفاظ على الهوية الثقافية والالتزام بالقيم المحلية. كما أُشير إلى أن تصريحاتها بشأن أحداث السويداء في سوريا وفيديوهات مرتبطة بها ـ والتي حُذفت لاحقاً ـ ساهمت في تعميق الجدل حولها. بجانب الانتقال للنقاب وهي مرحلة أكثر إلتزام وتشدد بالدين من الحجاب. وتضع قيود والتزامات على المراة المسلمة بجانب أنه يثير الشبهات في المجتمعات الغربية مثل السويد وهي تعلم ذلك..

إيناس نفسها تبرر مواقفها الجديدة بأنها نابعة من دراسات وأبحاث حول الطفولة والارتباط العاطفي بين الأهل والأبناء، مؤكدة أن بقاء الطفل في سنواته الأولى بجانب والديه أفضل من الاندماج المبكر في المؤسسات التعليمية. كما تقول وتؤكد إيناس أن قرارها بارتداء النقاب زاد من حجم الانتقادات التي كانت تتعرض لها سابقًا عندما كانت محجبة، مشيرة إلى أن “المسألة تتجاوز الدين فقط، فكثير من الأشخاص، حتى غير المتدينين، يواجهون أشكالًا من التمييز بسبب أسمائهم أو مظهرهم. هناك تحدٍ كبير لأي شخص يختلف عن النموذج المعتاد، والكثير من النساء المنتقبات يتلقين تعليقات عدوانية نتيجة الإسلاموفوبيا المنتشرة”.

وعن عدم إرسال أطفالها إلى الروضة، تقول إيناس “لكل عائلة حرية اختيار ما يناسبها ويناسب أطفالها، ويجب علينا احترام آراء بعضنا”، مضيفةً “لست الأم الأولى في السويد التي تقرر عدم إرسال الأطفال إلى الروضة،
وكانت صحيفة ETC قد أشارت إلى منشور لإيناس حول المثلية الجنسية، حيث وصفته الصحيفة بأنه اعتبر “انحرافًا” أو “شذوذًا”، إلا أن إيناس أوضحت للصحيفة أنها لم تقصد الإساءة، وإنما تريد تسليط الضوء على حقها في الاعتزاز بارتداء النقاب كما يعتز الآخرون بهويتهم، بحسب ما جاء في نص المقابلة.
أما عن فكرة العودة إلى سوريا، فتقول إيناس إن الانتقال إلى بلد آخر قرار صعب، مشيرة إلى أن الجميع يسعى لحياة أفضل بغض النظر عن جنسيته. وتضيف أن مفهوم الاندماج نوعين منه: الاندماج السطحي الذي يركز على المظهر الخارجي مثل اللون والملابس، والاندماج الحقيقي الذي يقوم على احترام قوانين المجتمع وحرية الراي واحترام الأخر وقرارته والعمل والكسب.