
مكتب العمل السويدي ينفق مليار كرون على مشروع رقمي والنتيجة فشل وضياع الأموال!
يبدو أن أحد أكبر مشاريع مكتب العمل السويدي (Arbetsförmedlingen) تحوّل إلى درس في سوء التخطيط والإنفاق غير المدروس. مشروع النظام الرقمي الجديد المسمى BÄR، الذي أُطلق في عام 2019، لم يكتمل حتى اليوم بزنبز 2025 ، رغم مرور ست سنوات وتكلفة تقارب مليار كرون سويدي.
كان الهدف من النظام الجديد هو تحديث آلية معالجة الملفات واتخاذ القرارات داخل مكتب العمل السويدي، وتسهيل عمل الموظفين، وتحقيق عدالة أكبر في التعامل مع قضايا التوظيف والدعم. لكن وبعد مرور أكثر من 6 سنوات، لا يزال النظام غير مكتمل، فيما تستمر الفواتير بالارتفاع.
تكلفة المشروع حتى الآن بلغت حوالي 600 مليون كرون، لكن مع حساب تكاليف العمل الداخلي للموظفين، فإن الرقم الحقيقي يقترب من مليار كرون. ورغم كل التكاليف، لا يزال الموظفون يضطرون لاستخدام النظام القديم ، .
حسب مراجعات داخلية، المشروع يواجه مشاكل تقنية أساسية، منها ندرة المطورين القادرين على التعامل مع البيئة البرمجية المستخدمة، ما يجعل الهيئة تعتمد بشكل كامل على شركات استشارية باهظة التكلفة. كما أن عملية التطوير تمت بطريقة مجزأة
التقارير الرقابية كانت قد نبّهت مبكرًا إلى أوجه القصور في المشروع، من غياب الرقابة على التكاليف، ومن الواضح أن المشروع تحوّل إلى ما يعرف بـ**”Too big to fail”** — أي مشروع ضخم لدرجة يصعب على أي جهة اتخاذ قرار بوقفه، حتى إن لم يحقق الأهداف المرجوة بعد.
وبحسب ديوان المحاسبة السويدي، فإن أكثر من نصف مشاريع الحكومة الرقمية تتأخر وتتجاوز الميزانية، وكان من الممكن تفادي كثير من هذه الإخفاقات لو وُضعت ضوابط أكثر صرامة وخطط بديلة.
وفي مدينة ستوكهولم، على سبيل المثال، اضطرت السلطات سابقًا إلى إلغاء مشروع رقمي فاشل لمنصة تعليمية كلّف 1.3 مليار كرون، واستبداله بنظام أبسط وأرخص بخُمس التكلفة. ربما يمكن لمكتب العمل أن يستفيد من هذا الدرس، ولو متأخرًا.