
مكتب العمل السويدي يصدر تقرير 2025: وظائف متوفرة وسهلة ومهن يجب الابتعاد عنها!
قد يبدو اختراق سوق العمل في السويد أمراً معقداً، خاصة للمهاجرين أو القادمين الجدد الذين يسعون للحصول على وظيفة دائمة ذات دخل مرتفع. فالمنافسة شديدة، ومتطلبات الخبرة واللغة تمثل عائقاً أولياً أمام كثيرين. ومع ذلك، تظهر أحياناً فرص حقيقية، لا سيما في المهن التي تعاني من نقص في الكوادر، خصوصاً في القطاعات الخدمية التي يسهل تعلمها أو التدريب عليها في وقت قصير نسبياً.
تقرير يكشف نقصاً حاداً في مهن حيوية
رغم التباطؤ الاقتصادي العام، أظهر تقرير حديث من مكتب العمل السويدي (Arbetsförmedlingen) وجود عجز واضح في عدد من الوظائف الأساسية داخل السوق. من بين 165 مهنة خضعت للتحليل، تم رصد نقص في العمالة في 53 منها، أي ما يعادل نحو ثلث سوق العمل المدروس.
رواتب مرتفعة في بعض التخصصات التقنية والخدمية
ما يميز بعض هذه الوظائف أنها لا توفر فقط فرص عمل، بل أيضاً رواتب تُعتبر جيدة جداً بمقاييس السوق السويدي. على سبيل المثال:
- نقص المختصون في أنظمة تكنولوجيا المعلومات
هولاء يحصلون على متوسط دخل يتجاوز 55 ألف كرونة شهرياً. - نقص عمال ومهندسو الكهرباء والإلكترونيات.
وهولاء يتقاضون قرابة 49 ألف كرونة للمهندي و29 ألف للعامل الماهر. - نقص وظائف الخدمية مثل
فنيي صيانة السيارات والطهاة يمكن أن توفر رواتب مستقرة تتراوح بين 30 و33 ألف كرونة شهرياً، وهي أرقام جيدة نسبياً في قطاعات لا تتطلب بالضرورة تعليمًا أكاديميًا معقداً.
أوضحت كيرستين إريكسون، من مكتب العمل، أن السبب وراء هذا النقص لا يعود فقط إلى قلة الأشخاص الراغبين أو المؤهلين، بل إلى فجوة كبيرة بين المهارات المطلوبة وما يمتلكه الباحثون عن عمل فعلاً. إذ أن كثيراً من المتقدمين لا يلبون المعايير التقنية أو اللغوية، أو لا يمتلكون التدريب العملي الكافي.
مهن مشبعة ومنافسة مرتفعة
وعلى النقيض، يشير التقرير إلى وجود تشبع في وظائف أخرى، مثل:-
1-أعمال المبيعات في المتاجر،
2-المساعدة الإدارية،
3-العمل في رعاية الأطفال )ملاحظة الطلب مستمر عليه ..لكن العرض مرتفع أيضاً أغلب النساء سويديات ومهاجرات ذو التعليم المنخفض يتجهون لهذه المهنة لسهولتها).
في هذه المجالات، عدد المتقدمين يفوق بكثير عدد الفرص المتاحة، ما يجعل فرص التوظيف فيها أكثر صعوبة ويُطيل من فترات الانتظار للحصول على عقد عمل.
مفارقات سوق العمل والدعوة إلى تغيير المسار
من بين أبرز ما جاء في التقرير، ما وُصف بـ”المفارقة الوظيفية”، وهي حالة تكررت في بعض المهن التي يوجد فيها مؤهلون وخبراء، لكن لا يتم تعيينهم. الأسباب قد تتعلق بظروف العمل غير الجذابة، أو بتفاصيل عقد العمل، أو حتى بعدم المرونة في التعامل بين صاحب العمل والمرشح المحتمل.
لذلك، يوصي التقرير الراغبين في دخول سوق العمل بإعادة التفكير في تخصصاتهم، خاصة إذا كانوا يواجهون صعوبة في إيجاد وظيفة ضمن مجالهم الأصلي. التحول المهني إلى مهن مطلوبة، حتى لو كانت بعيدة عن الخلفية الأكاديمية أو المهنية السابقة، قد يكون بوابة حقيقية للاندماج والاستقرار الاقتصادي في المجتمع السويدي المتغير.