
مقتل شاب سويدي من أصول فلسطينية في غزة بعد سفره قبل شهور لإنقاذ أسرته
قُتل عبد العزيز المعاني، البالغ من العمر 33 عامًا، في قطاع غزة خلال تصاعد الهجوم العسكري الإسرائيلي على منطقة خان يونس، جنوب القطاع. عبد العزيز، الذي يحمل الجنسية السويدية وينحدر من أصول فلسطينية، غادر السويد في وقت سابق من هذا العام سعيًا لإنقاذ أسرته التي كانت عالقة في غزة، قبل أن يلقى حتفه هناك في ظروف مأساوية.
من السويد إلى غزة: مهمة إنقاذ تحوّلت إلى تضحية
ينتمي عبد العزيز لعائلة لجأت إلى السويد عام 2006، واستقر لاحقًا في مدينة أوبسالا. خلال الربيع الماضي، قرر السفر إلى غزة لاستعادة زوجته وأطفاله الثلاثة الذين كانوا في زيارة لأقاربهم هناك، إلا أن الحرب حالت دون عودتهم.

وبدلًا من المغادرة فورًا، اتخذ عبد العزيز قرارًا بالبقاء في القطاع المنكوب، لتقديم مساعدة إنسانية للمتضررين من الحرب، وفق ما نقله تقرير صحيفة “إكسبرسن” السويدية على لسان الصحافي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط قاسم حمادي.
العثور على جثمانه في أحد أكثر الأحياء تضررًا
عُثر على جثمان عبد العزيز قرب منزله في حي “معن” الواقع بضواحي خان يونس، وهي من أكثر المناطق تضررًا في القطاع نتيجة التصعيد العسكري. ولم تتضح تفاصيل اللحظات الأخيرة لحياته، إلا أن مصادر عائلية ترجّح أنه قُتل أثناء محاولته الوصول إلى منزله أو أثناء تقديمه المساعدة لسكان الحي.
“كان أبًا للجميع”… شهادة من والده
في حديثه للصحيفة، عبّر والده حسن المعاني عن فخره بابنه، قائلاً إن عبد العزيز لم يكن يسعى فقط لإعادة أسرته، بل شعر بمسؤولية أخلاقية تجاه أبناء وطنه. وأضاف:
“رفض عروض الإجلاء من السفارة السويدية في مصر، وقال إنه لا يستطيع ترك الناس وهم يعانون. لقد حمل عبئًا أكبر من عمره، وكان مثالًا للهدوء والعطاء”.
عبد العزيز لم يكن غريبًا عن مآسي غزة، فقد فقد ثلاثة من أبناء عمومته في حرب 2014، وكانت تجربته الحالية أشد قسوة من الناحية النفسية والإنسانية، بحسب وصف عائلته.
بين خيار النجاة والبقاء… اختار أن يكون شهيدًا
رغم قيام السويد بإجلاء أكثر من 600 شخص يحملون الجنسية السويدية أو لهم صلة بها من غزة منذ بداية الحرب، إلا أن عبد العزيز كان من القلة الذين فضّلوا البقاء طواعية في مواجهة الخطر، مقدمًا روحه في سبيل من كانوا في أمسّ الحاجة إليه.
زوجته، التي نجت مع أطفاله، لم تتمكن من الحديث للصحيفة بسبب شدة الصدمة.
خلفية ميدانية
وقعت الوفاة في وقت كانت فيه مدينة خان يونس تشهد وضع خطير للغاية لعمليات عسكرية إسرائيلية، ووجهت خلالها منظمات حقوقية اتهامات بارتكاب مجازر بحق المدنيين، ما يجعل من قصة عبد العزيز جزءًا من مشهد إنساني أكثر اتساعًا وألمًا.