
معظم من الأصول المهاجرة الذين يتركون السويد من حاملي الشهادات الجامعية
الصورة وزير العمل السويدي - يوليو 2025
في تطور لافت يعكس تحوّلاً في أنماط الهجرة من السويد، كشفت بيانات حديثة أن نسبة كبيرة من المهاجرين الذين غادروا السويد خلال العام الماضي 2024 ينتمون إلى شريحة ذوي المؤهلات التعليمية العالية، تحديداً من مواليد خارج القارة الأوروبية. وكان بينهم عدد كبير من المهاجرين من العراق وسوريا من حملة الشهادات العليا
ووفق تحليل أجراه راديو السويد بالاستناد إلى أرقام رسمية من هيئة الإحصاء السويدية، فإن ما يقارب 17 ألف شخص تتراوح أعمارهم بين 25 و65 عاماً، وهم من خلفيات مهاجرة غير أوروبية، قرروا مغادرة السويد خلال عام واحد فقط. اللافت في الأرقام أن أكثر من نصف هؤلاء – نحو 57% – يحملون شهادات أكاديمية أو مؤهلات تعليمية بعد الثانوية، ما يطرح علامات استفهام حول الأسباب التي تدفع الكفاءات لمغادرة بلد يعاني في الأصل من نقص في بعض المهارات.
بين الطموح والواقع: لماذا يهاجر المتعلمون؟
رغم أن البيانات لا توضح بالتفصيل دوافع المغادرة، إلا أن باحثين في قضايا الهجرة يرون أن الفجوة بين المؤهلات وسوق العمل السويدي قد تكون أحد أبرز العوامل. السويد، المعروفة بسياسات اندماجها الاجتماعية، تواجه في الواقع تحديات واضحة فيما يتعلق بدمج حاملي السهادات من أصول مهاجرة في سوق العمل، حيث غالباً ما يُطلب علىهذه الفئة المهاجرة إعادة إثبات كفاءاتهم أو تعديل شهاداتهم وفق أنظمة محلية معقدة، ما يؤدي إلى إحباط لدى الكثيرين.
في هذا السياق، تشير الباحثة في السياسات الاجتماعية أندريا مونتي إلى أن صعوبة الحصول على وظائف تتناسب مع المؤهلات العلمية، أو القبول بشروط عمل أقل بكثير مما كان متوقعًا، قد تدفع الأكاديميين نحو البحث عن فرص في دول أخرى، ربما أكثر انفتاحًا أو مرونة في التعامل مع المؤهلات الأجنبية.