آخر الأخبار

مصلحة السجون السويدية: نقل اللاجئ المصري المدان بقتل طفليه لسجن للنساء بعد تغيير جنسه

اتخذت مصلحة السجون السويدية قراراً مثيراً للجدل بنقل شخص محكوم بالسجن المؤبد بتهمة قتل طفليه في مدينة سودرتاليا (Södertälje) إلى سجن النساء، وذلك بعد أن قام بتغيير جنسه القانوني واسمه أثناء وجوده خلف القضبان، في قضية لا تزال تهز الرأي العام السويدي بسبب قسوتها وتعقيداتها.

المدان، البالغ من العمر 38 عاماً، كان يُعرف سابقاً باسم بولس عبد الشهيد،مصري الجنسية  قبل أن يُسجَّل رسمياً لاحقاً باسم ليلي عبد الشهيد. وقد أُدين بقتل طفليه، وهما صبي وفتاة دون سن العاشرة، داخل شقة العائلة في أبريل/نيسان 2024، في جريمة وصفتها المحكمة بأنها من أبشع الجرائم التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة.



جريمة مخططة بعناية

التحقيقات كشفت أن الجريمة لم تكن لحظة اندفاع، بل نتيجة تخطيط مسبق ودقيق. فقد قام المدان بشراء أسطوانتي غاز هيليوم قبل أشهر من التنفيذ، وجهّز أدوات متعددة شملت أقنعة نوم وأنابيب وشريطاً لاصقاً. وفي ليلة الجريمة، قدّم لطفليه الطعام والحلوى، في مشهد اعتبره المحققون طقس وداع مأساوياً قبل تنفيذ فعلته.

، بولس عبد الشهيد البالغ من العمر 38 عاماً

عندما عادت الأم، وهي مهاجرة من الإكوادور تبلغ من العمر 40 عاماً، إلى المنزل، عثرت على طفليها وقد فارقا الحياة في سريرهما، بينما كان الأب ممدداً بجوارهما مرتدياً فستاناً نسائياً. مشهد وصفته وسائل الإعلام السويدية بأنه سريالي وصادم، وترك أثراً نفسياً عميقاً لدى المحققين والمجتمع.



وأظهرت التحقيقات أن المدان كان ينوي إنهاء حياته بالطريقة نفسها بعد قتل طفليه، لكنه فشل أو تراجع في اللحظة الأخيرة. كما عثرت الشرطة على آثار تشير إلى مقاومة أو اضطراب داخل الشقة وعلى الشرفة، إضافة إلى مواد وأدوات أخرى بحوزته. وأكدت تقارير الطب الشرعي أن الطفلين كانا يرتديان أكياساً بلاستيكية على رؤوسهما، ما يعني أنهما كانا سيفارقان الحياة حتى دون استخدام الغاز.

، بولس عبد الشهيد البالغ من العمر 38 عاماً..المنزل موقع الجريمة

الهوية الجنسية في قلب القضية

خلال الاستجوابات، ربط المدان الجريمة بمعاناته النفسية المرتبطة بما وصفه بـ اضطراب الهوية الجندرية. وقال، بحسب ما نقلته صحيفة إكسبريسن، إنه لو وُلد باسم “ليلي” وعاش كامرأة، لكان لا يزال يعيش مع طفليه. كما أشارت تقارير سابقة إلى سلوكيات سبقت تغيير الجنس، من بينها تمزيق ملابس داخلية رجالية وتحويلها إلى ملابس نسائية.




المحكمة أقرت بأن المدان يعاني مما يُعرف بـ كُرب النوع الاجتماعي، ويُعرّف نفسه كشخص ترانس، لكنها شددت في حيثيات حكمها على أن هذه المعاناة لا تشكل بأي حال مبرراً لارتكاب جريمة قتل، مؤكدة أن ما حدث كان عملاً مدروساً ومنفذاً بوعي كامل.

صحف سويدية تابعت القضية

القضاء السويدي أصدر حكماً بالسجن المؤبد، إلى جانب الطرد النهائي من السويد إلى مصر بعد قضاء العقوبة، دون أي إمكانية للعودة مستقبلاً. ورفضت المحكمة بشكل قاطع دفوع الدفاع التي حاولت تصوير المتهم كشخص يعاني من اضطراب نفسي خطير يفقده المسؤولية الجنائية، معتبرة أن تصرفاته كانت منظمة ومتسلسلة وتدل على إدراك كامل.



نقل إلى سجن نسائي يثير غضباً

وفق وثائق رسمية حديثة، قررت مصلحة السجون نقل “ليلي عبد الشهيد” من سجن Tidaholm إلى سجن مخصص للنساء، مبررة القرار بأن المدانة لم تعد تندرج ضمن الفئة المستهدفة للاحتجاز في السجن السابق، وأن الهدف هو إعادتها إلى نظام الاحتجاز الجماعي بدلاً من العزل.

هذا القرار أثار انتقادات حادة داخل أوساط النيابة العامة وحتى داخل مصلحة السجون نفسها، بحسب ما أفادت قناة TV4، وسط تساؤلات حول سلامة هذا الإجراء وانعكاساته على السجينات الأخريات وعلى ثقة الرأي العام بالنظام العقابي.

خلفية لجوء مثيرة للجدل

المدان وصل إلى السويد قبل نحو 15 عاماً، وحاول خلال تلك الفترة الحصول على الإقامة عبر روايات مختلفة، من بينها ادعاءات بالاضطهاد الديني في مصر، قبل أن يعترف لاحقاً بأن تلك القصص كانت غير صحيحة. وفي النهاية، حصل على الإقامة من خلال الزواج من والدة الطفلين الضحيتين، وهو الأب البيولوجي لهما.



مخاوف من الترحيل… بلا تأثير

الدفاع تقدّم بطلب إلى مصلحة الهجرة لتقييم وضع المتحولين جنسياً في مصر، حيث أقرت المصلحة بأن الظروف هناك صعبة، لكنها لا تشكل مانعاً قانونياً لتنفيذ قرار الطرد. ورغم تأكيد المدان أنه يخشى على حياته في حال إعادته إلى بلده الأصلي، فإن المحكمة لم تعتبر هذه المخاوف سبباً لتعديل الحكم.




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى