مجتمع

مشهد أشبه بفيلم.. رئيس الحكومة السويدية يُعدّل ربطة عنقه بينما وزيرته على الأرض

شهدت السويد هذا الأسبوع لحظة مثيرة للجدل على الساحة السياسية، عندما فقدت وزيرة الصحة والرعاية الجديدة إليزابيت لان (Kristdemokraterna) وعيها فجأة خلال مؤتمر صحفي حضره رئيس الوزراء أولف كريسترشون (Moderaterna) ونائبة رئيس الوزراء إيبا بوش (KD).




المشهد بدا درامياً أمام الكاميرات: لان سقطت أرضاً على المنصة، فيما اندفعت إيبا بوش بسرعة لإنقاذ زميلتها، محاولةً إفاقتها وسكب الماء عليها. أما رئيس الوزراء كريسترشون، فبدا في حالة ارتباك ملحوظة، يتحرك من جانب إلى آخر دون أن يتدخل بشكل مباشر، مكتفياً بضبط ربطة عنقه والوقوف على مسافة.

شاهد الفيديو 

لاحقاً، أعلن أن سبب الإغماء كان هبوطاً في مستوى السكر بالدم، وأن الوزيرة تعافت سريعاً، لكن تلك الثواني القليلة تركت أثراً كبيراً في النقاش العام.




مقارنة بفيلم “السياح”

الصحافة السويدية ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي لم يتأخروا في عقد المقارنات. صحيفة Aftonbladet وصفت سلوك كريسترشون بأنه أشبه بمشهد من فيلم المخرج السويدي روبن أوستلوند “Turist” (السائح) الذي عُرض قبل عشر سنوات.




في الفيلم، يفرّ الأب تاركاً عائلته خلفه عند انهيار ثلجي مفاجئ، بينما تبقى الأم مصدومة من تخلي زوجها عن دوره المتوقع في حماية الأسرة. وهكذا، بدا رئيس الوزراء السويدي – بحسب التشبيهات – في صورة “الأب الهارب” الذي لم يعرف كيف يتصرف في مواجهة أزمة لحظية أمام عينيه. في المقابل، نالت إيبا بوش إشادات واسعة لسرعة تدخلها وحسن تصرفها، وهو ما منحها نقاطاً سياسية إضافية مقارنة بزميلها في الحكومة.



صورة تهز الثقة؟

هذا المشهد جاء بعد ساعات فقط من إلقاء كريسترشون خطاب إعلان السياسة الحكومية أمام البرلمان، حيث رسم صورة وردية عن السويد باعتبارها “أكثر أماناً وأقوى اقتصادياً” مما كانت عليه قبل أربع سنوات.

لكن الواقع – كما تشير المعارضة – يختلف تماماً:

  • البطالة في مستويات قياسية.
  • النمو الاقتصادي في ذيل قائمة الاتحاد الأوروبي.
  • القوة الشرائية للأسر السويدية تراجعت.

إضافة إلى ذلك، فإن تساهل الحكومة مع الخطاب المتشدد لحزب ديمقراطيي السويد (SD) خلق مناخاً اجتماعياً أكثر قسوة وانقساماً، وفق منتقدين.




تعليق المراقبين

المحلل السياسي في التلفزيون السويدي SVT، ماتس كنوتسون، وصف سنوات كريسترشون الأربع الماضية بأنها “متراخية”، مشيراً إلى أنه غالباً ما يبدو غير مبالٍ أو فاقداً للحماس.

والآن، وبعد مشهد الإغماء، يتساءل الكثيرون:
إذا كان رئيس الوزراء لا يعرف كيف يتصرف في أزمة قصيرة ومباشرة تحدث أمامه، فكيف سيتعامل مع الأزمات الدولية التي قد تطال السويد، خصوصاً في ظل التوتر مع روسيا واتهاماتها بإرسال طائرات مسيرة إلى بولندا مؤخراً؟




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى