
مستأجرة من ستوكهولم.. أُجبرت على دفع الإيجار لشقة غير صالحة للسكن.. شقق متهالكة!
بعد سنوات طويلة من الانتظار وصلت إلى أحد عشر عاماً، تمكنت نينا أخيراً من الحصول على شقة إيجار في منطقة Hammarby Sjöstad جنوب العاصمة السويدية ستوكهولم. غير أن الحلم الذي طالما انتظرته تحوّل سريعاً إلى مصدر معاناة، بعدما اصطدمت بمشاكل متعددة عند الاستلام، أجبرتها على البقاء مؤقتاً لدى أحد أقاربها، رغم استمرارها بدفع الإيجار كاملاً.
تسلّمت نينا مفاتيح الشقة في شهر أيار/مايو الماضي، لكنها فوجئت بأن المستأجر السابق لم يُعد جميع المفاتيح، كما أن الشقة لم تُنظف وتبيّن وجود رطوبة وأعطال في الصيانة لم تُعالج. واعتبرت أن الوضع غير آمن، إذ قد تكون المفاتيح ما زالت متاحة لآخرين، فضلاً عن أن السكن لم يكن مهيئاً للعيش.
اضطرت نينا للبقاء خارج منزلها الجديد لعدة أشهر ريثما يتم تغيير الأقفال وإنجاز أعمال التنظيف، ثم استمرّت الصيانة لفترة أطول، الأمر الذي أخر انتقالها بشكل أكبر. وخلال تلك الفترة دفعت ما يزيد عن 10,500 كرون شهرياً، إضافة إلى تكاليف تخزين أثاثها، فيما لم تحصل من الشركة المالكة سوى على ردود عامة وغير واضحة، حسب ما تقول.
من جانبها، أقرت شركة Wallenstam المالكة للعقار، عبر مسؤولة الاتصالات Elisabeth Vansvik، بأن حالة الشقة لم تكن بالمستوى المطلوب، وعزت ما حدث إلى ظروف إدارية وتأخيرات في أنظمة المتابعة والتسليم. وأكدت أن تعويضاً أو تخفيضاً في الإيجار سيكون مطروحاً للنقاش مع المستأجرة، غير أن نينا أوضحت أنها لم تتلق أي إشعار مباشر بهذا الخصوص.

حتى بعد مرور أشهر، لا تزال بعض الأعطال قائمة، مثل مقابس كهرباء مكسورة وفرن استغرق وقتاً طويلاً لإصلاحه. وبينما تفكر نينا في حجب الإيجار احتجاجاً، تخشى في الوقت نفسه أن تفقد الشقة بعد سنوات الانتظار الطويلة.
على نطاق أوسع، أظهر أحدث استطلاع أجرته جمعية المستأجرين السويدية (Hyresgästföreningen) وشمل أكثر من 7 آلاف مشارك، أن مستوى الرضا عن الإيجارات وجودة السكن تراجع إلى أدنى مستوياته منذ بدء القياس. إذ يرى 57% فقط من المستأجرين أن قيمة الإيجار تتناسب مع ما يحصلون عليه، مقارنة بـ70% عام 2020. كما أبدى 54% من المستأجرين لدى القطاع الخاص رضاهم، مقابل 62% في المساكن العامة.
وبيّن الاستطلاع أن مستوى جودة الإدارة السكنية انخفض إلى 75,3%، وهو الأضعف منذ 2010، فيما قال 73% إن الأعطال يتم إصلاحها في وقت معقول، بانخفاض ملحوظ عن السنوات السابقة. في المقابل، ارتفع الشعور بالأمان ضد السرقات، كما تحسنت مؤشرات الرضا عن جهود المالكين في مجالات البيئة والمناخ، حيث وصلت النسبة إلى 71%.

أما على الصعيد التاريخي، فتُظهر بيانات هيئة الإحصاء السويدية (SCB) أن متوسط الإيجار لكل متر مربع كان عام 1969 نحو 61 كرون (أي ما يعادل 660 كرون بأسعار اليوم)، لكنه ارتفع بشكل كبير ليصل عام 2024 إلى حوالي 1,400 كرون للمتر المربع، أي أكثر من الضعف خلال نصف قرن.