صرح محافظ البنك المركزي السويدي إريك تيدين أن على السويد بدء فتح ملف العملة الرقمية الوطنية- ومراجعة إمكانية إطلاق نسخة رقمية من الكرون السويدي في أقرب وقت ممكن. وجاء هذا الطرح خلال جلسة استماع في البرلمان السويدي، حيث أوضح تيدين أن الرياح الأوروبية تتجه بقوة نحو اعتماد عملات رقمية رسمية، وهو ما يفرض على السويد مواكبة هذه الخطوات وعدم البقاء خارج هذا المسار من خلال إطلاق “الكرون الإلكتروني”.
وأشار تيدين إلى أن البنك المركزي الأوروبي يحرز تقدماً ملحوظاً في تطوير اليورو الرقمي، مع توقعات واسعة بأن يدخل حيز التطبيق في عام 2029، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السويدية TT. وبيّن أن التشريعات المنظمة لعملة الاتحاد الرقمية قطعت شوطاً كبيراً، وأن المشروع أصبح يحظى بزخم سياسي وتقني يجعل من تنفيذه أمرًا مرجحًا خلال السنوات القريبة القادمة.
العملة الرقمية السويدية الصادرة عن البنوك المركزية تمثل نسخة إلكترونية من العملة الوطنية مضمونة من الدولة، تُستخدم جنبًا إلى جنب مع النقود الورقية والبطاقات ووسائل الدفع الحالية. الفكرة تقوم على توفير وسيلة دفع وادخار واستثمار آمنة، حديثة، وسهلة الوصول، دون أن تعتمد على العملات المشفرة الخاصة التي لا تخضع لذات الضوابط أو الضمانات الحكومية.
والسويد لم تكن بعيدة عن هذا المجال؛ فالبنك المركزي السويدي خاض خلال السنوات الماضية تجارب عملية لإنشاء نسخة رقمية تجريبية من الكرون باستخدام تقنيات البلوك تشين. غير أن لجنة تحقيق رسمية خلصت في تقريرها عام 2023 إلى أن المجتمع السويدي لا يُظهر حاجة ملحّة لاعتماد عملة رقمية رسمية في تلك الفترة، وهو ما أدى إلى تجميد المشروع دون إغلاقه نهائيًا.
لكن الصورة تغيّرت اليوم في نهاية 2025 ، وفق ما يراه مدير البنك المركزي السويدي. فالتطورات داخل أوروبا، ولا سيما التقدم السريع في مشروع اليورو الرقمي، تجعل من الضروري أن تعيد السويد تقييم موقفها. وأكد قائلاً إن الوقت أصبح مناسبًا على الأقل لفهم كيف يمكن أن يُدمج الكرون الرقمي داخل النظام المالي السويدي، وما إذا كان بإمكانه تحسين البنية الحالية للمدفوعات.
