تقارير

ماذا ستفعل النساء “المنقبات” مع مقترح حظر النقاب في السويد؟

 بعد التصريحات المثيرة للجدل لسياسيين سويديين بينهما رئيس الحكومة السويدية ونائبة رئيس الحكومة وزيرة الطاقة إيبا بوش، زعيمة حزب المسيحيين الديمقراطيين في السويد، حول دفع مقترح قانوني يمنع ويحظر ارتداء النقاب والبرقع في الأماكن العامة في المدن السويدية، انقسم الشارع السويدي بين مؤيد ومعارض، فيما عبّرت نساء مسلمات عن شعورهن بالخذلان والخوف من المساس بحرياتهن الشخصية في بلد مثل السويد لطالما أفتخر بأنه بلد الحريات.
في هذا التحقيق، أجرينا سلسلة من المقابلات مع عدد من النساء المنقبات والمحجبات، بالإضافة إلى رجلين أحدهما زوج لامرأة منقبة والآخر والد لفتاة محجبة، لاستطلاع آرائهم حول الخطوة المقترحة وما يمكن أن تعنيه لحياتهم اليومية.



 السؤال الأول: كيف تلقيتن تصريح إيبا بوش حول حظر النقاب في الشوارع والأماكن العامة؟

عبير (25 عاماً، منقبة – Malmö مالمو):
“بصراحة، شعرت أنني مستهدفة شخصياً. ما قالته إيبا بوش يعني ببساطة أن عليّ الاختيار بين حريتي ودراستي. ارتديت النقاب عن قناعة تامة، ولم يُجبرني أحد على ذلك. الآن يُطلب مني أن أخلعه لأتمكن من دخول الجامعة أو حتى الذهاب إلى المتجر. أين الحرية التي يتحدثون عنها؟ إنهم يجعلوننا سجناء في بيوتنا باسم القيم السويدية.”

ليلي (32 عاماً، منقبة – Malmö مالمو):
“عندما سمعت تصريحاتها، شعرت بأن السويد التي جئت إليها قبل عشر سنوات لم تعد كما كانت. كنت أظن أن هذا بلد يحترم التنوع، لكن يبدو أن حرية المرأة هنا مشروطة بمظهرها فقط. لن أخلع نقابي، ولو صدر القانون، فسأفكر بالرحيل إلى بلد أوروبي آخر يحترم حقي في اختيار ملبسي.”




  السؤال الثاني: وماذا عنكن أنتن، كمحجبات، هل تخشين أن يمتد الحظر ليشمل الحجاب أيضاً؟

سارة (22 عاماً، طالبة جامعية – Göteborg غوتنبرغ):
“نعم، هذا أكثر ما يقلقني. اليوم الحديث عن النقاب، وغداً ربما يقولون إن الحجاب أيضاً يخالف قيم المجتمع. أنا لا أرتدي الحجاب لأخفي نفسي، بل لأنه جزء من إيماني وهويتي. القوانين التي تُملي على النساء كيف يلبسن ليست قوانين مساواة بل تمييز.”




ليان (16 عاماً، طالبة ثانوية – Uppsala أوبسالا):
“أنا مراهقة ولدت هنا في السويد. أحب بلدي وأشعر أنني جزء منه، لكن حين أسمع مثل هذه التصريحات أحس وكأنهم لا يريدونني كما أنا. أمي منقبة، وأنا محجبة، وإذا منعوا النقاب اليوم فقد يمنعون حجابي غداً. هذا يخيفني.”

أمينة (42 عاماً، أم لخمسة أطفال – Helsingborg هلسينغبوري):
“لن أخرج بدون نقابي. لو طُبّق القانون فسأبقى في المنزل حتى لو كلفني ذلك ترك عملي. ديني قبل كل شيء. أنا سويدية الجنسية لكنني أشعر أن هذا النقاش يبعدني أكثر عن المجتمع.”

 السؤال الثالث: البعض يرى أن الحظر لا يستهدف الدين بل يسعى لـ”تعزيز التواصل الاجتماعي”. ما رأيكم؟

عبير:
“من قال إن التواصل يعني كشف الوجه؟ التواصل الحقيقي يكون بالاحترام وليس بالنظر إلى الوجوه. في النهاية نحن جزء من هذا المجتمع ولسنا ضيوفاً عليه.”

ليلي:
“لو كانت النية فعلاً هي تحسين التواصل، فابدأوا بتعليم الناس احترام التنوع، وليس فرض الزي الموحد.”




  السؤال الرابع: كيف ينعكس هذا الجدل على العائلة؟

عبد الله (زوج  عبير):
“زوجتي اختارت النقاب بمحض إرادتها، وأنا أحترم قرارها. لو صدر قانون يجبرها على خلعه فلن أقبل. يمكنهم أن يمنعوه في المؤسسات الرسمية إن أرادوا، لكن ليس في الشوارع أو الجامعات. هذا تعدٍّ على الحرية الشخصية.”

حسن (والد ليلي):
“أنا أب قبل أن أكون مسلماً، وأخاف على ابنتي من أن تشعر بأنها غريبة في بلدها. من حقهم أن يضعوا قواعد في العمل الرسمي، لكن فرض قيود على اللباس في الحياة العامة خطر كبير على الانسجام الاجتماعي. سيشعر كثير من المسلمين بأنهم غير مرحب بهم.”

 السؤال الأخير: ماذا ستفعلن لو صدر القانون بالفعل؟

عبير:
“سألتزم بيتي ولن أخلع نقابي.”




ليلي:
“سأرحل من السويد إذا فُرض الحظر، وسأبحث عن بلد أوروبي آخر يحترم حرية المعتقد.”

سارة:
“سأستمر في الدفاع عن حقي في اختيار ملبسي، وسأستخدم صوتي وحقوقي المدنية.”

أمينة:
“سأبقى في السويد لكنني لن أتنازل عن ديني. من حقي أن أعيش كما أؤمن.”




ومن الواضح حسب خبراء اجتماعيين في السويد أن القضية مصطنعة فعدد المنقبات في المدن السويدية قليل للغاية بل ومنعدم في أغلب مدن السويدي ولا يتجاوز العشرات في المدن الكبرى وبالتالي التركيو على قضية النقاب في السويد خي محاولة لخلق الجدل   في السويد بين دعاة الحرية الشخصية ومناصري القيم المدنية، لكن ما اتفقت عليه جميع النساء اللواتي تحدثنا إليهن هو أن فرض حظر النقاب لن يحقق المساواة، بل سيعمّق الانقسام ويزيد شعور المسلمات بالعزلة.

فبين من تقول “سأبقى في المنزل”، وأخرى “سأغادر البلاد”، تتردد الحقيقة المؤلمة:
القانون الذي يُفترض أن يعزز الاندماج، قد يكون هو ذاته ما يدفع البعض إلى الانعزال أو الرحيل.




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى