
“ليندا” تكتشف عشرات الأشقاء وعددهم قد يصل 350 لآن والدها متبرع بالحيوانات المنوية”
مع انتشار الوسائل لتتبع الأصول العرقية والعائلية أجرت امرأة تُدعى ليندا بوبك اختباراً وراثياً بدافع الفضول لمعرفة جذورها العائلية، لكنها فوجئت بنتيجة لم تخطر على بالها. فبدلاً من أن تكشف التحاليل مجرد أصولها العرقية أو خلفيات عائلية بعيدة، وجدت نفسها أمام حقيقة مذهلة: هي ليست ابنة لوالدها ..ولا ابنه وحيدة كما عاشت معتقدة طوال حياتها، بل واحدة من عشرات وربما مئات الأشقاء غير المعروفين.
سلسلة من الاكتشافات
الصدمة الأولى كانت حين أظهر الاختبار أنها ليست أنها لوالدها حيث اتضح ان الأم حصلت على تلقيح صناعي من شخص متبرع ، ثم اكتشفت وجود 11 أخاً غير شقيق. ومع استمرارها في البحث والتواصل عبر المنصات المخصّصة لمطابقة الحمض النووي، ارتفع الرقم بسرعة إلى 32 شقيقاً ثم وصل لاحقاً إلى 77 شخصاً يشاركونها النَسَب نفسه. وبحسب تقديراتها، فإن العدد الحقيقي قد يتراوح بين 250 و350 شقيقاً، نظراً لأن والدها البيولوجي كان متبرعاً بالحيوانات المنوية استُخدمت على نطاق واسع في عمليات التلقيح الصناعي خلال التسعينيات.
صدمة ومخاوف يومية
ليندا عبّرت عن قلقها العميق من تبعات هذا الاكتشاف غير المتوقع، قائلة إن أكثر ما يثير رعبها هو فكرة أن يلتقي شخص ما بأحد هؤلاء الأشقاء دون أن يعرف العلاقة، بل وربما يدخل معه في علاقة عاطفية. على حد وصفها: “الفكرة لا تفارقني، فأنا أتساءل يومياً: هل من الممكن أن أكون قد جلست أو تحدثت أو حتى واعدت أحد إخوتي من دون أن أعرف؟”

ظاهرة تتكرر في بلدان مختلفة
هذه القصة ليست حالة فردية، بل تعكس ظاهرة آخذة في الظهور مع انتشار اختبارات الـDNA المنزلية. ففي السويد مثلاً، كشفت دراسات أن بعض الأطباء أو المتبرعين استخدموا حيواناتهم المنوية عشرات المرات دون وجود آلية واضحة للرقابة، ما أدى إلى ظهور مئات من الأشقاء غير المعروفين لبعض الأشخاص. و أثيرت فضائح مشابهة بعد اكتشاف أن طبيباً في عيادة للخصوبة في شمال السويد أنجب أكثر من 40 طفل بعضهم بدون علم الأمهات.
القضية تفتح الباب أمام نقاش واسع حول الحدود الأخلاقية والقانونية لتقنيات التلقيح الصناعي والتبرع بالحيوانات المنوية. فبينما يرى البعض أن هذه التبرعات ساعدت آلاف العائلات على تحقيق حلم الإنجاب، يعتقد آخرون أن غياب الشفافية والرقابة قد يخلق أزمات اجتماعية ونفسية معقدة للأجيال التي وُلدت بهذه الطريقة.









