
علاء ترك السويد بعد الفشل في الاستقرار.. فقُصف منزله وفقد حياته في طابور المساعدات بغزة
تداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي خبر وفاة الشاب الفلسطيني علاء ماهر إبراهيم المصري، الذي لقي حتفه خلال قصف إسرائيلي استهدف موقعًا لتوزيع المساعدات في منطقة الميراج جنوب قطاع غزة. علاء، الذي كان يعيش في السابق بمدينة أوبسالا السويدية، فارق الحياة بينما كان يقف في طابور للحصول على كرتونة غذاء، في مشهد يعكس المعاناة اليومية التي يواجهها سكان القطاع المحاصر.
الشاب علاء، في أخر العشرينيات من عمره، وُلد في قطاع غزة وانتقل إلى السويد قبل حوالي عشر سنوات، بحثاً عن الأمان ومستقبل أفضل. لكنه لم ينجح في الحصول على إقامة دائمة رغم سنوات إقامته، إذ ظل يتنقل بين تصاريح مؤقتة، ما جعله يعيش في قلق دائم بشأن مستقبله.

وفقاً لأحد أقاربه وهو مقيم في العاصمة السويدية ستوكهولم منذ أكثر من ثلاثة عقود، فإن علاء لم يعد يحتمل شعور اللااستقرار، فقرر قبل ثلاث سنوات العودة إلى غزة، على أمل أن يبدأ حياة جديدة هناك. استقر في القطاع، اشترى قطعة أرض، وباشر تجهيز منزل كان من المفترض أن يؤسس فيه عائلته، وكان في طريقه للخطوبة، قبل أن تغير الحرب مجرى حياته تماماً.
الخبر، الذي انتشر على صفحات التواصل الاجتماعي من بينها صفحة “موقع الوفاق – عائلة المصري”، حمل نبرة حزن وغضب. علاء لم يكن يحمل سلاحًا، ولم يكن مقاتلاً، بل شاب يبحث عن أبسط مقومات الحياة في زمن بات فيه الحصول على رغيف خبز مغامرة.

روايات أفراد العائلة أكدت أن علاء لقى مصرعه خلال ازدحام شديد في أحد مراكز توزيع المساعدات، التي تحولت في نظر كثيرين إلى “مصائد موت”، بفعل القصف المتكرر الذي يطال حتى المناطق الإنسانية. منزل علاء نفسه لم يسلم من القصف، كما تضرر بيت عائلته، ما تسبب في دمار واسع لممتلكاتهم.
المأساة التي ألمّت بالعالئة لا تقف عند علاء فقط. ، فإن العائلة فقدت أكثر من 100 من أفرادها منذ بداية الحرب، بينهم أشقاء وأبناء أشقاء وأقارب من الدرجة الأولى. واللافت أن عائلة علاء المصري تُعد من أقدم العائلات الفلسطينية التي استقرت في السويد منذ ستينيات القرن الماضي، ويُقدّر عدد أفرادها هناك بأكثر من 500 شخص. ما يجعل قصة علاء انعكاساً لتجربة جيل كامل من فلسطينيي الشتات، الذين حاولوا بناء مستقبل في الخارج، لكنهم ظلوا يحملون جرح الوطن، وبعضهم قرر العودة، ليجد نفسه مجدداً في دائرة الموت.
تقارير أممية أكدت أن أكثر من ألف شخص لقوا مصرعهم أثناء تواجدهم في مواقع لتوزيع المساعدات حتى نهاية يوليو 2025، بينهم المئات في مناطق تُديرها منظمات إنسانية محلية ودولية، ما يسلط الضوء على حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة.