المركز السويدي للمعلومات
لدعم الهجرة واللجوء في اوروبا والسويد

عالم فرنسي.. فيروس كورونا يعجل في انهيار أوروبا وحضارتها العريقة التي اختزلت الحياة في المال والربح

 يرى الخبير والفيلسوف الفرنسي “يرى أونفري” أن جائحة فيروس كورونا المستجد ستشكل مرحلة جديدة ضمن ” انهيار الحضارة اليهودية المسيحية”، أو ما يتعارف عليه الحضارة الغربية الأوروبية ،  حسب التحليل الذي قدمه .




  واعتبر العالم الفرنسي في دراسه قام بها بأن الحضارة الغربية في انهيار متواصل، وتعيش حالة من الهرم، مشيرا إلى غياب الإبداع الأدبي والفني والإخلاقي الحقيقي ضمن استعراضه مظاهر أفول الغرب.




ويقول أونفري وهو عالم فرنسي متخصص في الفلسفة  والتاريخ البشري والحضارات الإنسانية ، بأن القول إن أيديولوجية أوروبا آخذة في الانهيار،  هو حقيقة ، ولكن انهيار الحضارات لا يحدث في يوم ولا سنة ولا سنوات ,,, بل  يحدث خلال عقود طويلة ، ثم يأتي السقوط سريعا ..




وأضف أن انهيار الحضارة الأوروبية الغربية الممتدة من 400 عام تقريبا ليومنا الحالي ، سيكون  نتيجة السياسة الليبرالية الأوروبية الجشعة  ، التي تبرر وضع كبار السن في ممرات المستشفيات وتركهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة بدور المسنين…. 




كما أن الإلقاء بالفريق الطبي في “ساحة الحرب مع كورونا بدون حماية  “، والعجز عن توفير أقنعة لهم أو حتى معقم كحولي؛ لا تنذر بالسقوط ولا تعجل به فقط، بل تظهر بشكل كامل الطرق التي يسلكها هذا السقوط الأوروبي ، أنه سقوط مخزي  .




ويقول إن وسائل الإعلام ترصد الموت على مدار الساعة، وتضع  الأوروبيين أمام هذه المعضلة الوجودية الموت مقابل الاقتصاد والمال .




وفي الحقيقة، يظهر الوباء كيف أن أوروبا -التي كانت قوة اقتصادية عالمية لمدة قرن كامل – بات من المحتمل أن تلتحق بصفوف الإمبراطوريات العالمية الكبرى التي كان مآلها للسقوط، ومؤشر ذلك عجزها عن صنع الأقنعة للفرق الطبية التي تستقبل ضحايا الوباء.وحرب قرصنة الإمدادات ،،، واللهث حول السيطرة على اللقاح قبل الأخريين !




وعدم تحمل اقتصاديات أوروبا ألهشه لأسابيع من موجة وباء ، باختصار شديد، يقول الفيلسوف “أصبحت أوروبا العالم الثالث الجديد بشكل متقدم “.

لقد تصور الجميع -حسب العالم الفرنسي- أن الأزمة القادمة ستكون اقتصادية فقط في الأساس، ولكن ما جعل العالم ينهار هو فيروس لا يرى بالعين .وتوضيحا لسبب سوء تقدير هذه النهاية، أشار أونفري إلى أن الفيروس مرتبط باقتصاد العولمة بالمال والمجتمع والإنسان .




وشرح رأيه مبينا أن الاقتصاد الليبرالي الأوروبي  جعل كل شيئ هو الربح ، والمال والربح هو غاية جميع السياسات ومنتهاها، واصبح المال والربح هو المجتمع والإنسان ،و جعل الخدمات الصحية حكرا على الأثرياء الذين يستطيعون توفير الأموال للتمتع بها.






بينما الأوروبيين ينتظرون شهور للحصول على موعد طبيب .. وتابع “لا يمكن إنكار حقيقة أن الفيروس عرّى الخيارات الاقتصادية ، و إفلاس المجتمع  وخسائر وصدمات ، وخلف قلق ، وعزلة لدول أوروبا الثرية ، فماذا تقول الشعوب الفقيرة في جنوب الكرة الأرضية التي لم نسمع أنينها كما نسمع صراخ أوروبا ؟