أخبار منوعة

صحيفة ألمانية: هكذا يعيش الأسد في موسكو بين البذخ وألعاب الفيديو والعزلة

كشفت صحيفة «دي تسايت» الألمانية في تحقيق مطوّل عن تفاصيل الحياة التي يعيشها الرئيس السوري السابق بشار الأسد وعائلته في العاصمة الروسية موسكو، بعد فرارهم من دمشق في ديسمبر من العام الماضي إثر سقوط النظام، حيث منحتهم السلطات الروسية اللجوء «لأسباب إنسانية»، لكن بشرط صارم يقضي بالتزام الصمت السياسي التام والعيش تحت رقابة وحماية الأجهزة الأمنية الروسية.





ووفقًا لمصادر من الدائرة المقربة من الأسد والمعارضة السورية، فإن الرئيس المخلوع يعيش اليوم حياة بعيدة كل البعد عن تلك الصورة التي كان يظهر بها في دمشق، إذ يقيم في شقق فاخرة وسط موسكو، محاطًا بحراسة روسية خاصة تتكفل الدولة بدفع رواتبها. وتقول المصادر إن الأسد يعيش في ثلاث شقق فارهة ضمن مجمع سكني راقٍ يضم مركز تسوق في طابقه السفلي، ويُعرف عنه أنه يقضي ساعات طويلة في لعب ألعاب الفيديو عبر الإنترنت، بينما يتردد أحيانًا على فيلا خارج العاصمة الروسية لقضاء عطلاته بعيدًا عن الأنظار. ولا يتابع الأخبار منذ تولية الشرع رئيساََ لسوريا!




ووصفت «دي تسايت» المشهد داخل تلك الأبراج التي تقع في حي موسكو سيتي بأنها مزيج من البذخ والترف، حيث تضم الشقق ثريات كريستالية ضخمة، وخزائن مذهّبة، وحمامات رخامية مدفأة تطل على نوافذ تمتد من الأرض إلى السقف. وقال وكيل عقاري رافق فريق الصحيفة: «في التاسع من مايو، يوم النصر، يمكن مشاهدة الألعاب النارية من هنا مع كأس من الشمبانيا».




أما أسماء الأسد، فقد تدهورت حالتها الصحية بحسب المصدر ذاته، بعد إصابتها مجددًا بالسرطان، فيما يعيش شقيقه ماهر الأسد، القائد السابق لوحدة النخبة في الجيش السوري، حياة مختلفة تمامًا داخل أحد فنادق فور سيزونز في موسكو، حيث يقضي وقته في تدخين الأرجيلة وشرب الكحول، وقد شوهد مؤخرًا في أحد مقاهي العاصمة، وفق ما نقلت تقارير لقناة العربي الجديد.




ولا يعيش الأسد وحده في المنفى الروسي، إذ كشف المصدر أن ما يقارب 1200 ضابط سوري – معظمهم من الطائفة العلوية – لجأوا أيضًا إلى روسيا بعد انهيار النظام، مشيرًا إلى أن «الأثرياء استقروا في موسكو، بينما أُرسل من لا يملك المال إلى سيبيريا». وأضاف ساخرًا: «عائلة الأسد تعيش حياة مرفهة وتنعم بالأموال التي نهبوها، أما الشعب السوري فلا يعني لهم شيئًا».

وأشار رجل أعمال سوري كان على صلة وثيقة بالنظام إلى أنه التقى الأسد قبل شهر واحد من فراره، ونصحه حينها بتشكيل حكومة وحدة وطنية لإعادة ترتيب البلاد، إلا أن الأسد تجاهل النصيحة وفضّل المراهنة على الدعم الروسي حتى اللحظة الأخيرة.




وتؤكد الصحيفة أن بشار الأسد يقيم اليوم في ناطحات سحاب مطلّة على نهر موسكفا، حيث اشترت عائلته منذ عام 2013 قرابة 20 شقة في هذه الأبراج الفاخرة، بلغت قيمة الواحدة منها نحو مليوني دولار، وفق تقارير إعلامية من بينها Franceinfo.

أما من الناحية المالية، فقد كشفت صحيفة «فايننشال تايمز» في وقت سابق عن قيام عائلة الأسد بنقل ما يقارب 250 مليون دولار – أي أكثر من 2.3 مليار كرونة سويدية – إلى روسيا   عبر عشرين رحلة جوية حملت أطنانًا من الأوراق النقدية بفئات المئة   دولار، في عملية نقل منظمة استخدمت خلالها شبكة من الشركات الوهمية والمؤسسات المالية لتضليل أي محاولات لتتبع مصدر الأموال. ويعتقد أن لأجمالي ثروته ما بين 2 إلى 3 مليار دولار لبن نقود وعقارات وسبائك ومقتنيات




وفي ختام تقريرها، ترسم «دي تسايت» صورة معبّرة عن نهاية رئيسٍ كان يُمسك بقبضة من حديد بمصير بلده، ليجد نفسه اليوم محاصرًا في منفى ذهبي، يعيش حياة مترفة خلف جدران الزجاج في موسكو، فيما يترك خلفه وطنًا مدمّرًا وشعبًا مشرّدًا يبحث عن العدالة والكرامة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى