
“شرطي سويدي يكشف العنف والضرب الجسدي على يد زوجته ويكسر صمته”
تقرير حديث أن نحو رجل واحد من بين كل تسعة رجال قد مرّ بتجربة العنف من قبل شريكة حياته. وتشير الدراسة إلى أن الصور النمطية التقليدية للأدوار بين الجنسين تجعل الكثير من الرجال مترددين في طلب المساعدة عند تعرضهم للعنف، كما يصعب في كثير من الأحيان أخذهم على محمل الجد. وتقول الباحثة مايا بودين: “حتى الأشخاص الأقوياء جسدياً يمكن أن يكونوا عرضة للأذى، والعنف لا يفرق بين كبير أو صغير”.
في شهادة صادمة نشرتها صحيفة Expressen، روى شرطي سويدي، أُطلق عليه اسم مستعار “يوهان”، تجربته الشخصية مع العنف النفسي والجسدي والاقتصادي على يد زوجته السابقة. وعلى الرغم من خبرته الطويلة في التعامل مع قضايا العنف الأسري، كان من الصعب عليه الاعتراف بما تعرض له، حتى لنفسه، بسبب ما وصفه بـ”التلاعب النفسي” وعمليات التطبيع التي عاشها في العلاقة.
يقول يوهان إن زوجته كانت تعتدي عليه جسدياً وتهينه لفظياً بشكل مستمر، حتى كان يستيقظ أحياناً على ضربات مؤلمة وإهانات قاسية. وبدأت العلاقة في البداية بشكل سريع ومليء بالاهتمام الزائد، قبل أن تتحول تدريجياً إلى سيطرة وعزلة عن الأصدقاء والعائلة، ثم إلى عنف متكرر، خاصة مع تزايد استهلاكها للكحول.
اضطر يوهان إلى التخلي عن مهام تدريبية في عمله، وتراجع عن حياته الاجتماعية في محاولة لتجنب النزاعات، لكن نقطة التحول جاءت عندما تعرض للضرب أمام أشخاص آخرين باستخدام أداة ثقيلة على رأسه، ما كان يمكن أن يؤدي إلى وفاته. بعد الحادثة، قدّم بلاغاً رسمياً وحصل على حماية، فيما أدينت الزوجة لاحقاً بغرامة يومية بتهمة الاعتداء البسيط.
لكن التداعيات كانت قاسية: فقد مسكنه، وواجه مشاكل مالية كبيرة وصلت إلى دائرة التحصيل، وأصيب باضطراب ما بعد الصدمة، ما جعله غير قادر على العمل لفترة طويلة. ويقول إن أطفاله وكلبه كانوا الدافع الأساسي لتمسكه بالحياة خلال أصعب المراحل.
اليوم، يسعى يوهان لإعادة بناء حياته، مؤكداً أن قراره بكسر الصمت جاء لتسليط الضوء على أن الرجال أيضاً قد يكونون ضحايا للعنف الأسري، داعياً المجتمع والمؤسسات إلى توسيع فهمهم لمن يمكن أن يكون الضحية ومن يمكن أن يكون الجاني.









