قصص المهاجرين واللاجئين

أنس هاجر من السويد والسبب ليس قلة الوظائف.. ولكن أسباب أخرى فما هي؟

تشير كارين لون دستورم، باحثة في علم الديموغرافيا لدى هيئة الإحصاء السويدية (SCB)، إلى أن أعداد المهاجرين من السويد، خصوصاً من مواليد خارج أوروبا، قد شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في 2021 و2023-2024

قسم الأخبار “إيكوت” في راديو السويد نشر مؤخراً تقريراً سلّط فيه الضوء على هذه الظاهرة، مشيراً إلى أنه لا توجد أرقام دقيقة ترصد بشكل شامل عدد المهاجرين من السويد سنوياً. الإحصائيات المتوفرة حالياً تستند فقط إلى سجلات مصلحة الضرائب السويدية، والتي ترصد من يسجلون أنفسهم كمهاجرين، رغم أن بعضهم يكون قد غادر السويد في وقت سابق دون تحديد واضح للدولة التي انتقل إليها.




وبحسب البيانات، غادر حوالي 17 ألف شخص من مواليد خارج أوروبا السويد العام الماضي، وكانوا في الفئة العمرية بين 5 و60 عاماً. ويُظهر التقرير أن 57% من هؤلاء يمتلكون تعليماً ما بعد الثانوي، بينما كان نحو 33% من المهاجرين من أصول سورية يحملون شهادات تعليم عالٍ.




أنس بيرقدار: من لاجئ إلى خبير في الذكاء الصناعي

أنس بيرقدار، أحد هؤلاء، وُلد في سوريا وجاء لاجئاً إلى السويد عام 2015. يروي أنس قصته قائلاً:
“كنت أدرس الهندسة في سوريا ووصلت إلى السنة الرابعة، لكنني اضطررت للمغادرة بسبب الحرب. عند وصولي إلى السويد بدأت من جديد، حصلت على بكالوريوس في الرياضيات ثم ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة ستوكهولم، والآن أعمل في قطر.”

أنس بيرقدار





أنس عمل مع شركات استشارية في السويد، قبل أن ينتقل إلى الشرق الأوسط بسبب فرص العمل هناك. يقول: . حالياً أعمل على تطوير نماذج الذكاء الصناعي لصالح جهات حكومية وشركات خاصة.”  وهذا يعني أن أنس كان لديه عمل في السويد .. ولكن فضل العمل في قطر ؟ فما السبب هل السبب رفاهية العمل والحياة في الشرق والرواتب مقارنتاً بالسويد؟ أو الانتماء ؟ أو تحقيق الذات؟




ضعف الأبحاث حول دوافع الهجرة المعاكسة

من جهتها، ترى أندريا مونتي، الباحثة في الديموغرافيا الاجتماعية بجامعة ملاردالين، أن أسباب هجرة الأشخاص من السويد لا تزال غير مدروسة بشكل كافٍ.
تقول مونتي:
“معظم نظريات الهجرة تركز على تفسير انتقال الأفراد إلى السويد، بينما تكاد تكون الأبحاث التي تشرح دوافع مغادرة الناس للسويد نادرة جداً.”

وتضيف أن قلة الوظائف قد تُطرح كسبب رئيسي، لكنه لا يفسر لوحده أسباب هذه الهجرة، خاصة عندما يتعلق الأمر بأشخاص اندمجوا في المجتمع السويدي وحققوا نجاحات أكاديمية ومهنية، كما هو الحال مع أنس.




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى