قصص المهاجرين واللاجئين

شابة تقدمت للعمل فطلبوا منها خلع الحجاب مقابل الوظيفة.. هل الحجاب مشكلة في السويد!

في السويد لم يكن الحجاب  عائق أمام اندماج المهاجرات الجدد ، ولكن ربما تحدث من وقت لأخر مواقف تمييز يتم خلالها رفض توظيف امرأة أو شابة محجبة في بعض مناطق العمل ، والسبب غالبا ربما طبيعة بيئة العمل التي ترفض الرموز الدينية في ملابس موظفيها، وربما في بعض المواقف بسبب تمييز عنصري من صاحب العمل ولكنها تظل حوادث محدودة ،





وهذا ما حدث مع  شابة قادمة من السعودية  تبلغ من  العمر  27 عاماً ـ وجاءت  إلى السويد قبل عامين، وكانت تحمل معها طموحًا وحقيبة خبرة في مجال خدمة العملاء. أكملت مؤخرًا مراحل دراسة اللغة السويدية بتفوق ، وبدأت رحلة البحث عن فرصة عمل تضع فيها مهاراتها موضع التنفيذ. لكن المقابلة التي أجرتها في أحد فنادق العاصمة ستوكهولم تحولت إلى تجربة مريرة لم تكن في الحسبان.




كانت مستعدة جيدًا، درست معلومات عن الضيافة والفنادق وراجعت سيرتها الذاتية بدقة. لكن بدلاً من أن تُسأل عن خبرتها ومؤهلاتها، وجدتإن الحوار انزلق نحو نقاش شخصي تمحور حول الحجاب الذي ترتديه. وتؤكد أن الموظفة المسؤولة في المقابلة لم تكتف بالسؤال عنه، بل حاولت إقناعها بنزعه، مشيرة – بحسب وصفة الشابة القادمة من السعودية – إلى أن “فرص العمل ستكون شبه معدومة في الســـــويد ما دامت متمسكة بالحجاب “.




ما وصفته الشابة بالتمييز، دفعها إلى تقديم بلاغ رسمي لدى أمين المظالم السويدي المعني بمكافحة التمييز، وهي الآن تنتظر رد الجهات المختصة.

رواية أخرى للفندق

لكن وجهة النظر من الطرف الآخر بدت مختلفة تمامًا. فقد اعتبرت إدارة الفندق أن ما حدث كان “سوء فهم ناتجًا عن اختلاف لغوي”، وأن الأسئلة التي طُرحت كانت متعلقة بصعوبات التوظيف التي تواجهها فيحاء رغم سيرتها الذاتية القوية. وذكرت المسؤولة عن التوظيف أن الفندق يعمل منذ عقود مع طواقم متنوعة من خلفيات ثقافية مختلفة، وبينهم مسلمات يرتدين الحجاب، ولا يميز ضد أي موظف بناءً على مظهره أو معتقده.




ورغم أن الإدارة نفت وجود أي توجه تمييزي، إلا أن المسؤولة أبدت انزعاجها مما وصفته بـ”تحويل مقابلة عمل إلى قضية قانونية”. ولكن بشكل عام في السويد، لا يُعد الحجاب بحد ذاته عائقًا قانونيًا في سوق العمل. كما توجد سوابق قضائية يُستند فيها إلى ما يُعرف بـ”سياسات الحياد”، وهي سياسات تعتمدها بعض أماكن العمل للحد من الرموز الدينية أو السياسية في بيئات العمل الحساسة، كالمستشفيات أو المرافق العامة.




وقد حكمت إحدى المحاكم في وقت سابق بأن رفض الحجاب في بيئة عمل معينة ليس تمييزًا مباشرًا إذا ثبت أنه يأتي ضمن سياسة واضحة تهدف إلى حماية السلامة العامة. ورغم أن السويد تُعد من أكثر الدول انفتاحًا وتنوعًا في أوروبا، فإن مظهر الحجاب قد يثير جدلاً في حالات فردية، لا بسبب القانون، بل بسبب مواقف شخصية أو ثقافية في بيئات عمل معينة. وفي حين أن معظم النساء المحجبات يمارسن حياتهن اليومية والعملية دون عوائق، إلا أن مثل هذه الحوادث تبرز مدى أهمية التوعية والتواصل المتبادل لفهم الآخر واحترام اختياراته.




 الشابة السعودية ، لم تكن المرة الأولى التي تخوض هذه التجربة، وربما لن تكون الأخيرة. لكن تبقى قصتها واحدة من عشرات القصص التي تطرح السؤال الأهم:

هل الاختلاف في المظهر لا يزال يشكل حاجزًا أمام الاندماج الكامل في بيئة العمل السويدية؟

 

 


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى