
رفع سن التقاعد في السويد عام 2026 – ماذا يعني ذلك بالنسبة لك؟
في خطوة إصلاحية تهدف إلى ضمان توازن واستدامة نظام التقاعد في السويد، تعتزم الحكومة السويدية تطبيق مفهوم جديد يُعرف بـ”السن التوجيهي للتقاعد” (riktålder)، وذلك ابتداءً من عام 2026. ويُعد هذا التغيير الأول من نوعه في البلاد، ويأتي استجابة للارتفاع المستمر في معدلات الأعمار المتوقعة بين السكان.
ما هو السن التوجيهي؟
السن التوجيهي هو عمر محدد يتم تحديده استنادًا إلى متوسط العمر المتوقع للسكان في السويد، ويُستخدم كمرجع لإرشاد الأفراد بشأن السن الأنسب لبدء صرف مستحقاتهم التقاعدية من الدولة. يشمل ذلك مختلف أنواع المعاشات العامة مثل معاش الدخل (inkomstpension)، والمعاش القائم على الأقساط (premiepension)، والمعاش المضمون (garantipension)، بالإضافة إلى دعم السكن الخاص بكبار السن (bostadstillägg).
تقوم الحكومة بتحديد السن التوجيهي قبل ست سنوات من بدء العمل به، ما يتيح فرصة كافية للمواطنين للتخطيط المسبق لما بعد التقاعد واتخاذ قرارات مالية مدروسة.
السن التوجيهي للفترة بين 2026 و2031
بحسب مصلحة التقاعد السويدية، فإن السن التوجيهي الذي سيُطبق بين عامي 2026 و2031 سيكون 67 عامًا. وهذا يعني أن الفرد يصبح مؤهلاً للحصول على كامل مزايا التقاعد عند بلوغه هذا العمر.
هل التقاعد في هذا السن إلزامي؟
السن التوجيهي لا يُعد شرطًا إلزاميًا، بل هو سن إرشادي، كما أوضحت الخبيرة مونيكا زترفال من مصلحة التقاعد السويدية في تصريح لموقع Nyheter24. الهدف من هذا التحديد هو توجيه الأفراد لمعرفة متى يصبح بإمكانهم البدء في سحب معاشاتهم، بالإضافة إلى تحديد السن الذي تترتب عليه مزايا إضافية مثل المعاش المضمون ودعم السكن.
أسباب التغيير
أحد أبرز دوافع إدخال هذا النظام هو ارتفاع متوسط عمر السكان، الأمر الذي يفرض الحاجة إلى إعادة توزيع موارد المعاشات لتغطي فترة زمنية أطول. ووفقاً لما أوردته مصلحة التقاعد، فإن النظام الجديد يهدف إلى التكيّف مع هذا الواقع الجديد من خلال ربط سن التقاعد بمعايير استحقاق أخرى، مثل تعويضات البطالة والتأمينات الصحية.
كما يأتي هذا التعديل ضمن جهود أوسع لإعادة هيكلة منظومة الرفاه الاجتماعي، بهدف ضمان قدرتها على الاستمرار وتلبية احتياجات المواطنين مستقبلاً.
هل من الممكن التقاعد قبل السن التوجيهي؟
رغم أن السن التوجيهي يشير إلى السن الموصى به لبدء التقاعد، إلا أن النظام يتيح للأفراد خيار التقاعد قبل هذا الموعد بثلاث سنوات، أي بدءًا من سن 64 اعتبارًا من 2026. ومع ذلك، فإن اتخاذ هذا القرار يحمل تبعات اقتصادية يجب أخذها بعين الاعتبار:
- قيمة المعاش الشهري ستكون أقل، حيث ستُوزّع مدخرات التقاعد على عدد أكبر من السنوات.
- الضرائب ستكون أعلى، لأن المتقاعد مبكرًا لا يستفيد من الخصم الضريبي الأساسي المخصص لمن بلغوا السن التوجيهي.
خيار الاستمرار في العمل بعد بلوغ سن التقاعد
السن التوجيهي لا يعني التوقف الإجباري عن العمل. على العكس، يمكن لمن يرغب الاستمرار في العمل، سواء بدوام جزئي أو كامل، أن يفعل ذلك، وغالبًا ما يُشجَّع هذا التوجه، خاصة من قبل الشركات التي تستفيد من تقليل الرسوم المرتبطة بتوظيف كبار السن بعد هذه المرحلة العمرية.
كذلك، فإن من يختار مواصلة العمل بعد هذا السن يستمر في كسب نقاط إضافية تزيد من معاشه التقاعدي، ما يُعد حافزًا اقتصاديًا للمواصلة في سوق العمل.
كيف تستعد للمرحلة المقبلة؟
مصلحة التقاعد توصي كل فرد باعتماد خطوات استباقية تتيح له اتخاذ قرارات مدروسة فيما يخص مرحلة التقاعد، ومنها:
- فتح نقاش مبكر مع جهة العمل حول الترتيبات المتوقعة بعد الوصول إلى السن التوجيهي.
- النظر في خيارات مرنة، كالجمع بين العمل الجزئي وسحب جزء من المعاش.
- الاستفادة من الأدوات الرقمية التي توفرها الجهات المعنية، والتي تساعدك على تقدير حجم معاشك المستقبلي وفقًا لعدة سيناريوهات محتملة.
باختصار، يمثل إدخال السن التوجيهي للتقاعد في السويد تحوّلاً مهمًا في سياسة التقاعد، ويعكس محاولة جادة من الدولة لضمان توازن النظام المالي للتقاعد مع تغير الواقع الديمغرافي. وعلى الأفراد أن يستعدوا لهذه المرحلة بتخطيط مالي واعٍ واستشارة الجهات المختصة عند الحاجة.