
سياسي سويدي وممرض: المرضى في السويد لا يستطيعون شراء الأدوية الضرورية!
في 23 أكتوبر 2025، تصدرت تصريحات جوناس ليندبرج، السياسي من حزب اليسار السويدي (V), الأخبار بعد نشره لفيديو يتحدث فيه عن حالة مريضة كان قد عاينها في قسم الطوارئ. هذا الفيديو، الذي انتشر بسرعة على منصات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك، يكشف جوناس ليندبرج، السياسي من حزب اليسار وهو أيضاً يعمل كممرض عن معاناة أحد المرضى بسبب عدم قدرته على شراء الأدوية الضرورية لحالته الصحية. يصف ليندبرج كيف أن هذا المريض كان في حالة صحية متدهورة لدرجة أنه كاد أن يفقد حياته بسبب تأخره في شراء الأدوية لأكثر من أسبوعين.
خلفية القصة:
المريض الذي تحدث عنه جوناس ليندبرج كان يعاني من أمراض مزمنة في القلب والأوعية الدموية، ولم يتمكن من شراء أدويته بسبب ارتفاع تكاليف الأدوية. في السويد، يعاني بعض المرضى من صعوبة في تحمل تكاليف الأدوية اللازمة لهم، خاصة مع ارتفاع الحد الأقصى للتكلفة على الأدوية الذي أقرته الحكومة في يوليو 2025. فقد ارتفع الحد الأقصى الذي يدفعه المريض سنويًا من 2900 كرونة إلى 3800 كرونة، مما زاد من العبء المالي على الكثير من المواطنين السويديين. فأنت كمريض عليك شراء الأدوية إلى أن تدفع 3800 كرون ثم تبدأ الحصول على دعم محدود تدريجي
ارتفاع تكلفة الأدوية:
القرار الحكومي بزيادة الحد الأقصى للتكلفة على الأدوية جاء نتيجة لضغوط مالية على الدولة بسبب الزيادة في تكاليف الدعم الحكومي للأدوية. الحكومة ترى أن هذا القرار ضروري لضمان استدامة النظام الصحي على المدى البعيد. ومع ذلك، يواجه المرضى الذين يعانون من حالات مزمنة أو متعددة الأدوية صعوبة في تدبير المبالغ المطلوبة.
الانتقادات الموجهة للحكومة:
جوناس ليندبرج لا يقتصر انتقاده على هذه الحالة الفردية، بل يتوجه به إلى الحكومة السويدية بشكل عام، محملاً إياها المسؤولية عن معاناة المرضى بسبب ارتفاع تكاليف الأدوية. ويعتبر أن هذه الزيادة في التكلفة لا تؤدي فقط إلى أعباء مالية على المرضى، بل أيضًا إلى زيادة تكاليف الرعاية الصحية نفسها. فقد تتطلب الحالات المرضية المتأخرة علاجًا طارئًا مكلفًا يتضمن رعاية مكثفة، وهو ما يمثل عبئًا إضافيًا على النظام الصحي.
ليندبرج يذكر أن هذا الأمر ليس جديدًا. فهو قد شهد حالات مشابهة لمرضى آخرين في العمل اليومي الذي يقوم به في قسم الطوارئ. بعض المرضى، وفقًا له، اضطروا إلى اتخاذ تدابير يائسة مثل إعادة تدوير العلب لجمع المال لشراء الأدوية، أو تقنين الأدوية عبر صرف نصف الوصفات فقط لتوفير المال.
دعم المرضى والمواقف الإنسانية:
مما يثير القلق أيضًا هو أن هناك موظفين في الرعاية الصحية، مثل الممرضات وأطباء الرعاية الأولية، الذين يجدون أنفسهم مضطرين لمساعدة المرضى بشكل شخصي عندما يعجزون عن شراء الأدوية. وقد تحدث ليندبرج عن أنه قام بنفسه بمساعدة المرضى ماليًا من جيبه الخاص في بعض الحالات، وهو أمر يخالف في بعض الأحيان القيم الأخلاقية التي يجب أن يتحلى بها العاملون في القطاع الصحي.
هذا النوع من المساعدة الشخصية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة يبرز التوتر الكبير بين ما يقتضيه النظام الصحي من توفير علاج للجميع وبين الواقع المالي الذي يعيشه المواطن السويدي في ظل السياسات الاقتصادية الحالية.
جوناس ليندبرج، السياسي من حزب اليسار يرى أن هذه السياسات ليس فقط تؤثر على المرضى بشكل مباشر، بل تلقي بظلالها على النظام الصحي بشكل عام. فزيادة التكاليف تدفع المزيد من المرضى إلى تأجيل علاجهم أو التقليل من الجرعات، مما قد يؤدي إلى تدهور حالتهم الصحية بشكل أكبر، وبالتالي استهلاك موارد أكبر على مستوى الرعاية الصحية.









