
سوريا تعلن استبدال العملة وحذف صفرين ابتداءً من 2026. “شكل العملة السورية”
أعلن مصرف سوريا المركزي عن بدء إطلاق العملة السورية الجديدة ، وسوف يتم إطلاق عملية شاملة لتبديل العملة الوطنية، على أن يبدأ تنفيذها اعتبارًا من الأول من يناير/كانون الثاني 2026، في خطوة تُعد من أبرز التحولات النقدية التي تشهدها البلاد منذ سنوات، وتهدف إلى فتح صفحة جديدة في المسار الاقتصادي بعد مرحلة طويلة من الاضطرابات.
ووفقًا لمعلومات أوردتها وكالة رويترز نقلًا عن مصادر مطلعة، فإن الإصدار الجديد من العملة السورية سيتضمن حذف صفرين من القيم الاسمية للفئات النقدية المتداولة حاليًا. ويأتي هذا الإجراء في إطار إعادة تنظيم النظام النقدي، والسعي إلى تحسين صورة الليرة السورية بعد التراجع الكبير الذي شهدته قيمتها خلال السنوات الماضية.
وبموجب هذا التعديل، سيصبح سعر صرف الدولار الأميركي نحو 116 ليرة سورية بالعملة الجديدة، بدلًا من حوالي 11,600 ليرة سورية بالعملة القديمة. وفي المقابل، سيتم تعديل الرواتب والأجور بنفس النسبة، بحيث يتحول راتب مقداره مليون ليرة سورية بالعملة الحالية إلى 10 آلاف ليرة سورية بالعملة الجديدة، دون أن يطرأ تغيير فعلي على القوة الشرائية.
كما ستسري العملتان القديمة والجديدة بالتوازي لفترة انتقالية تُقدَّر بنحو عام واحد، بهدف إتاحة الوقت الكافي لتداول العملة الجديدة وسحب القديمة تدريجيًا من الأسواق. وبعد انتهاء هذه الفترة، ستبقى العملة القديمة قابلة للتحويل حصريًا لدى مصرف سوريا المركزي لمدة عامين إضافيين، قبل خروجها النهائي من التداول.

ويأتي هذا التحرك في أعقاب حرب استمرت 14 عامًا وأثقلت كاهل الاقتصاد السوري، وانتهت بسقوط النظام السابق وإزاحة الرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي، ما فتح الباب أمام محاولات لإعادة بناء المؤسسات الاقتصادية والمالية.
وأكد حاكم المصرف المركزي أن عملية استبدال العملة ستُنفذ وفق خطة مدروسة تضمن الانسيابية والتنظيم، مع اتخاذ إجراءات تهدف إلى تفادي أي ارتباك في التعاملات اليومية للمواطنين، والحفاظ على قدر ممكن من استقرار الأسواق خلال فترة الانتقال. وفي الأوساط المصرفية، يُعوَّل على هذه الخطوة للمساعدة في احتواء الضغوط التضخمية والحد من المخاوف المرتبطة بمزيد من تآكل القوة الشرائية، في ظل واقع اقتصادي صعب يتسم بارتفاع الأسعار وشح الموارد الأساسية.









