
في بلد مثل الصويد لطالما تفاخر بمعايير الصحة والسلامة العامة، بدأت تظهر ملامح أزمة مقلقة في قطاع المطاعم، لا سيما في العاصمة ستوكهولم. حيث أنك كعائلة في السويد قد يصعب عليك اختيار مطعم لتناول الطعام فيه خصوصاً لو كان يقدم وجبات شرقية ، تحقيق أجرته SVT يكشف أن عشرة مطاعم ومقاهي أُجبرت على الإغلاق مؤقتًا بسبب مخالفات خطيرة تتعلق بالنظافة ووجود آفات كالحشرات والفئران.
اللافت أن بعض هذه المخالفات سُجلت في مطاعم أسيوية ـو شرقية أو تقدم أطعمة من مطابخ مهاجرة، بجانب البيتزا وهي أماكن باتت تتكرر فيها مشاكل النظافة وسوء التخزين وغياب الرقابة على مصادر المواد الغذائية.
قائمة سوداء لمطاعم أغلقتها السلطات
التحقيق أظهر أن قرارات الإغلاق الصادرة عن إدارة البيئة والصحة العامة في ستوكهولم ارتكزت أساسًا على وجود حشرات كالصراصير أو آثار فضلات القوارض داخل المطابخ والمخازن. وفي حالات أخرى، تعلّقت المخالفات بالإهمال في تنظيف المعدات وسوء التعامل مع بقايا الطعام.
ورغم أن معظم المطاعم عاودت فتح أبوابها بعد اتخاذ إجراءات تنظيف وتعقيم، إلا أن بعض المنشآت لا تزال تواجه مشاكل متكررة وتخضع لتحقيقات مستمرة.
مطاعم شرقية ضمن القائمة
من بين المطاعم التي شملها القرار، نذكر:
- مطعم Diwan في أوسترمالم، أُغلق بسبب وجود فئران.
- مطعم Sayori Sushi في إنسكيده، أُغلق بعد العثور على صراصير وسوء نظافة شديدة في الأدوات والمعدات.
- Mays Al Reem Café في برومّا، واجه قرار الإغلاق بسبب تدني مستوى النظافة واستمر الحظر لأكثر من شهر.
يُشار إلى أن SVT حاولت التواصل مع المسؤولين عن هذه المطاعم دون أن تتلقى ردًا.
الرقابة لا تكفي… والمشكلة أوسع من مجرد إغلاق مؤقت
فيما تشير السلطات إلى أن جميع مطاعم العاصمة تخضع لرقابة دورية، إلا أن تكرار هذه الحوادث – لا سيما في مطاعم من خلفيات ثقافية محددة – يطرح أسئلة جدية حول فهم بعض المستثمرين لأهمية قواعد النظافة والسلامة الغذائية، خاصة في ظل لجوء البعض إلى التعامل مع مورّدين مجهولين أو تقليص التكاليف على حساب الصحة العامة.
وتُعدّ الإجراءات الحالية، التي تسمح بإعادة افتتاح المطاعم بعد بضعة أيام من التنظيف، خطوة غير كافية ما لم تُرافقها رقابة صارمة وتدريب إلزامي على المعايير الصحية.
نصيحة للمستهلكين: افحص قبل أن تأكل
يمكن للمستهلكين في ستوكهولم استخدام تطبيق “Livsmedelskollen” للتحقق من تقييمات المطاعم ومعرفة ما إذا كانت قد خضعت لإجراءات منع أو إغلاق سابق.
المعضلة الأخلاقية: من يضمن سلامة الزبائن؟
رغم شهرة بعض هذه المطاعم والإقبال الكبير عليها، إلا أن ما يدور في المطابخ قد لا يعكس مستوى الطعام الظاهر على الطاولة. ومع غياب الشفافية أحيانًا، ورفض بعض أصحاب المطاعم الرد أو تحمل المسؤولية، تبدو الحاجة ملحة لإعادة التفكير في منظومة التراخيص والرقابة، لا سيما عندما يتعلق الأمر بصحة الناس.