
هربت الفتاة وعادت للسويد للتفاجيء بسقوط الجنسية السويدية ومطالبتها بتقديم اللجوء !
منذ سنوات مضت، سافر رجل من أصول مهاجرة مع ابنته المراهقة، التي وُلدت وتعلّمت في السويد طوال حياتها، إلى بلدهم الأصلي بهدف تزويجها هناك دون علمها، وكانت تبلغ من العمر 16 عامًا آنذاك.
كان الأب قد لاحظ أن ابنته لم تعد تستجيب لتوجيهاته، وبدأت تُظهر استقلالية في آرائها وشخصيتها عن العائلة. وفي خطوة صادمة، تخلّى الأب عن الجنسية السويدية لابنته، لتُصبح بلا جنسية وبلا حماية قانونية عند تزويجها.
يُذكر أن القانون السويدي يسمح لأولياء أمور الأطفال تحت سن 18 عامًا بتقديم طلب التنازل عن الجنسية السويدية المكتسبة.
لكن الفتاة نجحت في التواصل مع السفارة السويدية في بلدها الأصلي، وأبلغتهم بتفاصيل ما حدث، فتمت مساعدتها على العودة إلى السويد.
صدمة في السويد: فتاة بلا جنسية!
عند وصول الفتاة إلى السويد، كانت المفاجأة أنها فقدت جنسيتها السويدية. فرغم أن جميع أوراقها كانت لا تزال سارية المفعول، فإنها أصبحت غير قانونية بعد إسقاط الجنسية عنها. الأمر الذي جعل من الصعب على الخدمات الاجتماعية مساعدتها دون خرق القانون.
وقالت مالين إنغستروم، مديرة وحدة التحقيق في بلدية ميولبي:
“ليس للفتاة حاليًا من يمكنه تمثيلها قانونيًا، ولا نعرف ما هي صفتها القانونية كي نتمكن من مساعدتها.”
الفتاة تلقت مبدئيًا مساعدة من الخدمات الاجتماعية في ميولبي، لكن سرعان ما تبيّن أن جنسيتها كمواطنة سويدية قد أُلغيت بالفعل، مما يعني أنها تقيم في السويد حاليًا بشكل غير قانوني!
قضية شائكة تتفاعل
المسألة أصبحت شديدة الحساسية: فتاة في سن المراهقة، وُلدت وتربت في السويد، لكنها الآن فاقدة للصفة القانونية. وبحسب القانون، فإن البلدية ليست ملزمة بمساعدتها، ولا بمعاملة قضيتها كمسألة رسمية تستوجب الدعم.
بعض خبراء القانون عبّروا عن تعاطفهم مع الفتاة، لكنهم أوضحوا أن القانون واضح:
“الجميع يتفهم أنها فتاة سويدية، لكن من الناحية القانونية، فقدت صفة المواطنة. لا يمكن مساعدتها إلا بتعديل القانون، وهو أمر معقّد ويحتاج إلى دراسة داخل البرلمان السويدي.”
حلّان محتملان أمام الفتاة:
- تقديم طلب لجوء في السويد على أساس تعرّضها للاضطهاد كفتاة قاصر. وبموجب هذا المسار، ستحصل على إقامة، وبعد خمس سنوات سيكون بإمكانها التقدّم للحصول على الجنسية مجددًا.
- السعي لتعديل القانون أو استعادة الجنسية عبر ولي أمر جديد يمكنه اتخاذ قرارات قانونية تخصها، مثل التقدّم بطلب لاستعادة الجنسية.
ردّ فعل الفتاة:
الفتاة عبّرت عن صدمتها قائلة إنها تفهم ما حدث، لكنها لا تستطيع تقبّل فكرة أن تتحوّل إلى “طالبة لجوء قاصر”، رغم أنها نشأت وعاشت في السويد.
وتساءلت:
“هل يمكن أن يحدث هذا لزميلاتي السويديات الأصل؟ هل يمكن أن تُسحب جنسيتهن بهذه السهولة؟”
بلدية ميولبي تتحرّك
السياسيون يحاولون الآن إيجاد حلّ يمنع تكرار مثل هذه الحالات. كما تعمل بلدية ميولبي على مساعدتها لاستعادة جنسيتها.
وقالت إنغستروم في ختام تصريحها:
“نحاول مساعدتها بالتعاون مع ولي أمر جديد يمكنه اتخاذ موقف قانوني بشأن طلب الجنسية السويدية.”