
وزيرة المالية السويدية: هل تريدون فيلا وفولفو أو نقلكم قسراً إلى ضواحي أسمنتية معزولة؟
27/6/2025
ألقت وزيرة المالية السويدية إليزابيث سفانتيسون خطاب خلال مشاركتها في أسبوع ألميدالين السياسي، وقالت إن “شيئاً ما مكسور في السويد”، وأن كثيراً من الشباب لديهم نظرة سلبية للمستقبل. وأضافت أن السبب يعود لمشاكل دولية ولكن أيضاً بسبب أحزاب الاشتراكي واليسار التي قادت السويد في الـ8 سنوات الماضية ..
“أنتم كسويديين، هل تريدون المزيد من الحرية؟ حرية اختيار فيلا وفولفو كما تخطط هذه الحكومة لمستقبلكم؟ أم تفضلون الترحيل القسري من منازلكم وحدائقكم إلى ضواحي رمادية موحشة من الإسمنت، كما فعل بكم الاشتراكيون واليساريون؟”
لكن يبقى الرسالة المبطنة في كلام الوزيرة غير واضحة بالكامل:
هل كانت تقصد أن اليسار الاشتراكي يروج لنمط حياة تقشفي يرفض مظاهر الرفاهية الفردية مثل الفيلات والسيارات، ويستبدلها بسكن إسمنتي محدود أشبه بمساكن محدودي الدخل؟
أم أن الوزيرة تُسقط بشكل غير مباشر على ما حدث مع المهاجرين الذين جرى توزيعهم على مساكن معزولة ذات طابع عمراني خانق في ضواحي المدن، حيث تكثر العمارات السكنية المكدسة التي غالبًا ما ارتبطت بمشاكل اجتماعية واقتصادية؟
وهاجمتوزيرة المالية السويدية الأحزاب التي حكمت خلال السنوات الثماني الماضية، ملمّحة إلى أن سياساتهم ساهمت في تراجع فرص الفرد وحرية الاختيار، وربطت بين تلك السياسات والتراجع الاجتماعي الذي تعاني منه بعض الأحياء والمجتمعات. وطرحت تساؤلات بشأن شكل الحرية التي يريدها المواطن، وهل هي حرية امتلاك منزل وسيارة، أم إجباره على العيش في مناطق معزولة تفتقر إلى مقومات الراحة؟
سفانتيسون ربطت حالة القلق المنتشرة بين الشباب بجملة من العوامل، منها تفشي الجريمة المنظمة، وتصاعد الشعور بالتهميش، إلى جانب الأزمات العالمية كالحرب والتغير المناخي، وحتى الأجواء السلبية في منصات التواصل الاجتماعي، التي باتت تعج بلغة حادة وغير متسامحة، حسب تعبيرها.
الوزيرة شددت على أن تحسين الوضع الاقتصادي يبدأ من دعم من يعملون بجهد يومي، مثل موظفي رعاية المسنين، وسائقي الشاحنات، وأصحاب المحلات. لكنها في الوقت نفسه أوضحت أن التحديات الأمنية المتزايدة تتطلب تخصيص موارد مالية ضخمة، ما يدفع الحكومة إلى إجراء أولويات صعبة في الموازنة، مع ضرورة توجيه استثمارات كبيرة إلى الدفاع والشرطة والنظام القضائي.
خطة دعم اقتصادي للأسر
كجزء من مواجهة هذه التحديات، أعلنت سفانتيسون أن الحكومة تعمل على إعداد حزمة دعم اقتصادي موجهة للعائلات، وخاصة تلك التي تضم أطفالاً. وأكدت أن هذا الدعم سيكون على رأس أولويات الحكومة في الفترة المقبلة.
وتشمل الخطة المقترحة:
- توسيع فرص العمل
- إجراء إصلاحات على نظام الإعانات الاجتماعية
- تقديم مساعدات مالية غير مباشرة لتعزيز دخل العائلات