
رئيس الحكومة السويدية يحذر.. مقاعد الدراسة فارغة في المدارس بسبب “قمع الشرف”
مع بداية العام الدراسي الجديد، حذّر رئيس الوزراء أولف كريسترشون من أن بعض المقاعد في المدارس السويدية ستظل فارغة، ليس بسبب غياب عادي، وإنما نتيجة ما وصفه بجرائم ترتبط بمفهوم “شرف العائلة”. وأشار إلى أن الضحايا في الغالب هنّ فتيات يتم إخراجهن من البلاد قسراً ليتعرضن لممارسات مثل الزواج الإجباري، ختان الإناث أو ما يعرف بـ”رحلات التربية”، وهي محاولات لإخضاعهن لقيم ومفاهيم تختلف جذرياً عن القوانين السويدية… والمعروف أن هؤلاء الفتيات من أصول مهاجرة وخلفية إسلامية!
كريسترشون شدد على أن السويد لن تقبل استمرار هذه الانتهاكات، مؤكداً أن الحكومة عززت في العام الماضي قانون حظر السفر لحماية القُصّر، بما يمنع العائلات من نقل بناتهم أو أبنائهم إلى الخارج تحت ذرائع ثقافية أو دينية. وأوضح أن هذه الممارسات ترتبط في الأساس بثقافة وافدة من مجتمعات شرقية، خصوصاً داخل بعض الأوساط المسلمة، حيث تُقدَّم “سمعة العائلة” على حقوق الفتيات الفردية، وهو ما يتناقض تماماً مع القيم الديمقراطية في السويد.
الأرقام الرسمية أوضحت حجم الظاهرة؛ فخلال الفترة بين يونيو 2024 ويونيو 2025 ارتفع عدد قرارات حظر سفر الأطفال من 51 إلى 258 قراراً، أي ما يعادل خمسة أضعاف خلال عام واحد فقط. هذا الارتفاع جاء نتيجة توسيع نطاق القانون ليشمل ليس فقط الزواج القسري وختان الإناث، بل أيضاً حالات محاولة تغيير الميول الجنسية، إرسال الفتيات إلى معسكرات تربية صارمة في الخارج، أو وضعهن في بيئات قد تشكل خطراً على حياتهن ونموهن.
وختم رئيس الوزراء بالتأكيد أن السويد بلد يمنح كل طفل، وبالأخص الفتيات اللواتي يتعرضن لهذه الانتهاكات، الحق في طفولة آمنة وحياة مستقلة بعيداً عن الضغوط العائلية أو الممارسات التي تُبرَّر باسم “الشرف”.