
كشفت مراجعة طبية أجريت في Uddevalla – أوديفالا أن خطأً في التشخيص الطبي، إلى جانب تقصير واضح في المتابعة، تسبب بتأخر اكتشاف إصابة مريض بسرطان الجلد، ما أدى إلى تفشي المرض ووصوله إلى الدماغ.
القضية أُحيلت إلى مفتشية الصحة والرعاية السويدية (IVO) ضمن ما يُعرف بتبليغات Lex Maria – ليكس ماريا، والتي تُفرض في الحالات التي تشهد أخطاء جسيمة في الرعاية الصحية.
بدأت بقص ظفر وانتهت بأورام في الدماغ
المريض كان قد توجه إلى أحد المراكز الصحية في أوديفالا ، وهو يعاني من مشكلة بسيطة في ظفر إصبع القدم الكبير. التشخيص الأولي اعتبر الحالة مجرد فطريات جلدية (Nagelsvamp)، وتلقى على أساسه علاجًا منزليًا، لكن الأعراض استمرت لأعوام دون تحسن يُذكر.
وفي صيف العام الماضي تفاقم الألم، عاد المريض للمركز، وتم تشخيصه بـ “انغراس الظفر” (Nageltrång)، ما استدعى إجراء عملية جراحية. ومع تكرار الحالة في مارس 2023، خضع لعملية ثانية، ثم ثالثة في ديسمبر من نفس العام، كل ذلك دون إجراء فحص عميق أو تحويل إلى طبيب مختص.
30 مراجعة دون فحص طبيب
وبين مايو وسبتمبر 2024، زار المريض المركز نحو 30 مرة لتغيير الضمادات، لكنه لم يُعرض على طبيب ولو لمرة واحدة، بل تولى رعايته ثمانية ممرضين مختلفين، ما أدى إلى تكرار الإهمال وغياب المتابعة الطبية المتخصصة.
وفي خريف 2024، وبعد مراجعة متأخرة لتاريخه الصحي، أُجريت فحوصات كشفت عن ورم جلدي خبيث من نوع ميلانوما (Malignt melanom)، كان قد انتشر إلى الدماغ، حيث تبيّن وجود ثلاث أورام نقيلية (Metastaser).
الأطباء اضطروا إلى بتر إصبع القدم الكبير، وبدأ المريض بعدها جلسات علاج إشعاعي ومناعي في محاولة لاحتواء انتشار الورم.
فشل في التشخيص والتحويل
في بلاغها إلى المفتشية، أقرت إدارة الرعاية الأولية Närhälsan – نيرهلسان بأن الفريق الطبي فشل في التشكيك بالتشخيص الأولي رغم استمرار الأعراض لسنوات، ولم يُسجل التاريخ الطبي بدقة، كما لم تُحجز للمريض مواعيد مع الأطباء في الوقت المناسب.
تحذير من إهمال الجروح المزمنة
من جانبه، حذّر الطبيب والباحث في أمراض السرطان Roger Olofsson Bagge – روجر أولوفسون باغه من تجاهل الجروح التي لا تلتئم. وقال في تصريح لتلفزيون السويد SVT:
“القرحة أو الجرح المزمن يجب أن يُنظر إليه كعلامة تحذيرية، فالميلانوما قد تظهر في مناطق غير متوقعة مثل تحت الأظافر أو داخل الفم والعين، مما يجعل اكتشافها أكثر صعوبة وخطر انتشارها أكبر”.