معلومات تهمك

خبراء سويديون: هذا ما يجب أن تملكه من المال في السويد في سن الأربعين؟

يجد العديد من السويديين ممن تقل أعمارهم عن الأربعين أنفسهم أمام مجموعة من التحديات المالية المعقدة، تبدأ من تكاليف السكن الباهظة وشراء السيارة، مروراً بقروض الدراسة، وصولاً إلى متطلبات تأسيس أسرة أو بدء حياة مهنية جديدة. ورغم أن الوضع المالي يختلف من شخص إلى آخر، فإن وجود خطة مالية واضحة يُعد الخطوة الأهم نحو بناء استقرار طويل الأمد.




يقول الخبير الاقتصادي نيكلاس لانينغه من شركة “أوبتي” إن المسألة لا تتعلق بوجود رقم سحري يجب أن يمتلكه الجميع، بل بوجود توازن بين الدخل والادخار يراعي المرحلة العمرية. فمتوسط ما يمتلكه الشاب في العشرين من عمره ضمن حسابات الادخار والاستثمار (ISK) يبلغ حوالي 18 ألف كرون، بينما يرتفع هذا الرقم إلى 63 ألف كرون عند الأربعين، ويصل إلى نحو 150 ألف كرون بين سنّ الأربعين والستين. لكن هذه الأرقام، كما يشير، مجرد متوسطات إحصائية، إذ هناك من يملك ملايين الكرونات، وآخرون يعيشون على الديون دون أي مدخرات تذكر. زلكن المثال أعلاه يجب أن تكون أموالك المدخرة طوال فترة الـ10 سنوات تم تجميعها في وعاء استثمار صندوق استثمار أو اسهم أو شراء الذهب لكي تحتفظ بقيمة المال بجانب الربح الاستثماري




ورغم تفاوت المبالغ، إلا أن الأساس في الاستقرار المالي هو امتلاك احتياطي للطوارئ. فالشاب في العشرين من عمره عادة لا يواجه مسؤوليات كبيرة، بينما الشخص الأربعيني الذي يعيل عائلة ويدفع أقساط منزل يحتاج إلى شبكة أمان أكبر. ويوصي الخبراء بأن يمتلك كل شخص مبلغاً يعادل نفقات شهرين إلى ستة أشهر على الأقل، لتغطية المصاريف الأساسية في حال فقدان الدخل أو مواجهة أزمة مفاجئة، مثل مرض، أو إصلاح سيارة، أو فقدان العمل. وجود هذا الاحتياطي يمنح شعوراً بالثقة والسيطرة على الحياة، وهو لا يقل أهمية عن حجم الأموال نفسها.




أما الادخار المستقبلي فيتعلق بالأهداف الطويلة الأمد، سواء لشراء منزل، أو التحضير للتقاعد، أو بناء رأس مال استثماري. ويعتمد ذلك على مستوى الدخل، وطبيعة الوظيفة، ومدى استعداد الشخص لتحمل المخاطر المالية.

القاعدة العامة التي يقترحها لانينغه بسيطة وواضحة:
ادّخر 10 بالمئة من دخلك الشهري على الأقل للأهداف طويلة المدى. هذه النسبة قد تبدو صغيرة، لكنها تحدث فرقاً هائلاً مع مرور السنوات. ويمكن توجيه هذا الادخار نحو شراء الذهب، أو المساهمة في صناديق استثمار مستقرة، أو شراء أسهم طويلة الأجل بعيداً عن المضاربة قصيرة المدى.




على سبيل المثال، إذا ادخرت 500 كرون شهرياً، فستكون قد جمعت خلال عام 6000 كرون، وبعد عشر سنوات 60 ألف كرون دون احتساب العوائد. أما إذا تم استثمار هذا المبلغ بعائد سنوي 5 بالمئة، فسيرتفع إلى نحو 77 ألف كرون خلال نفس المدة. وإذا زدت الادخار إلى 1000 كرون شهرياً، فقد يتجاوز المبلغ 155 ألف كرون خلال عشر سنوات، وهو مثال واقعي على أثر الفائدة المركبة في زيادة الثروة ببطء وثبات.




ويضيف الخبير أن من يدّخر أقل من 10 بالمئة من دخله، عليه أن يعيد النظر في أولوياته المالية. فربما يمكن الاستغناء عن بعض الكماليات البسيطة مقابل بناء أمان مالي للمستقبل. في المقابل، من يدّخر أكثر من ذلك قد يحتاج إلى التأكد من أنه لا يحرم نفسه من حياة مريحة في الحاضر، لأن الادخار هدفه التوازن لا الحرمان.




أما أكثر الأخطاء شيوعاً بين الشباب والبالغين دون الأربعين ، فهي خطآن أساسيان حسب لانينغه:
الأول هو المخاطرة المفرطة في سوق الأسهم وكأنها مقامرة، حيث ينجذب البعض إلى قصص النجاح السريعة وينسون أن الأغلبية تخسر. والثاني هو تأجيل الادخار بحجة انتظار فائض مالي، مع أن الادخار لا يحتاج إلى ثروة، بل إلى انضباط. يمكن البدء بمبلغ بسيط لا يتجاوز 200 كرون شهرياً، فالأهم هو الاستمرارية وليس حجم المبلغ.




ويؤكد لانينغه أن البدء المبكر، حتى بمبالغ رمزية لشاب مراهق عمره 18 عام ، يمنح استقراراً نفسياً ومادياً مع مرور الزمن. فادخار 200 كرون فقط شهرياً يعني 2400 كرون سنوياً، و24 ألف كرون خلال عشر سنوات، تتراكم استثمارياُ لتكون 50 ألف كرون وأنت بعمر الــ 27 عاماً  إذا تم استثمارها بعائد بسيط، قد تتضاعف قيمتها  .. هذه الأرقام الصغيرة تُظهر أن بناء الأمان المالي لا يبدأ من الثروة، بل من قرار بسيط بالبدء اليوم.



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى