مجتمع

حفل نانسي عجرم في السويد يثير الجدل.. إقبال مذهل للجالية العربية يفوق تظاهرات دعم غزة

شهدت مدينة مالمو، مساء الأحد 10 أغسطس 2025، واحدة من أضخم الفعاليات الفنية العربية في السويد، عندما اعتلت النجمة اللبنانية نانسي عجرم مسرح مهرجان مالمو وسط حضور هائل، غالبيته من أبناء الجاليات العربية القادمة من مختلف المدن السويدية. أجواء الحفل كانت مليئة بالغناء والرقص والتفاعل الحماسي، لدرجة أن بعض المنظمين وصفوها بـ”الأمسيات التي تُكتب في تاريخ المهرجان” وبالاقبال الجكاهيري المذهل من الجالية العربية في السويد.




لكن خلف أضواء المسرح والصخب الجماهيري، اشتعل نقاش حاد داخل أوساط الجالية العربية، بعدما لاحظ كثيرون أن أعداد الحاضرين للحفل تفوق – وبفارق كبير – أعداد المشاركين في المسيرات الأسبوعية التي تُنظَّم في السويد تضامناً مع غزة، حيث تستمر معاناة الفلسطينيين تحت الحصار والقصف ونقص الغذاء والدواء. رغم وجود تظاهرات ضخمة حدثت ولكن المثارنة تشير للمسرات التي يعلن عنها من وقت لأخر للجالية العربية وتكون بأعداد أقل بكثير من أنشطة الحفالات الغنائية مثل حفل نانيي عجرم الأخير




انتقادات من قلب الجالية
عدد من أبناء الجالية اعتبر أن هذا المشهد يرسل رسالة سلبية، مفادها أن الحفلات الصاخبة باتت تجذب اهتماماً أكبر من القضايا المصيرية التي تخص  شعوب عربية ينتمي لها عرب السويد، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
أحمد من ستوكهولم عبّر عن استيائه قائلاً: “كيف يمكن أن نغني بينما أطفال غزة يموتون جوعاً؟ كان الأجدر أن نكون في المظاهرات، لا في الحفلات”.



أمينة من مالمو رأت أن “الحفل خارج التوقيت”، بينما وصف أبو خالد من يوتيبوري الأمر بأنه “إضعاف لرمزية التضامن”. أما أبو عبد الله من ستوكهولم فكان الأكثر حدة، معتبراً أن “إقامة هذه الحفلات في وقت الإبادة في غزة هو تجاهل واستخفاف بالألم”، مستغرباً من موقف الفنانة القادمة من لبنان، بلد يعاني بدوره من اعتداءات إسرائيلية وأزمات أمنية.

تظاهرات الجالية العربية في السويد دعماً لغزة





أصوات تدعو للتوازن وعدم خلط المواقف؟
في المقابل، يرى آخرون أن التضامن مع غزة لا يعني التخلي عن الحياة الاجتماعية، وأن الفن قد يكون متنفساً نفسياً في أوقات الأزمات، ما دام لا يلغي أشكال الدعم الأخرى. سلمى من لينشوبينغ تقول: “نشارك في المظاهرات ونتبرع، لكن هذا لا يمنع أن نعيش حياتنا”. فادي من أوبسالا أضاف: “كنت في المظاهرة قبل الحفل بيوم، لا أرى تضارباً بين الأمرين”.




زاوية نظر سويدية
حتى بين السويديين، انقسمت الآراء. بعضهم يرى أن التضامن مع غزة لا يتناقض مع حضور الحفلات، بينما آخرون يتفهمون حساسية الموقف لدى العرب، لكنهم يرفضون فكرة أن الترفيه يجب أن يتوقف بالكامل.

حفل نانسي عجرم السويد





المفارقة التي أثارت الجدل
الجدل لم يأت فقط من التوقيت، بل من المقارنة الرقمية الصادمة: جمهور نانسي عجرم في مالمو، وغالبيته من الجالية العربية، كان أكبر بعدة مرات من أعداد المشاركين في المسيرات التي تُنظَّم دعماً لغزة في المدن السويدية. هذا الواقع دفع بعض النشطاء إلى التساؤل: هل أولويات الجالية تغيرت؟ أم أن الترفيه بات يغلب على الحراك السياسي والإنساني؟




في النهاية، يبقى السؤال مفتوحاً: هل الفن في زمن المأساة ترف غير مبرر ويضعف الموقف التضامني، أم أنه حق إنساني يمكن أن يسير جنباً إلى جنب مع الالتزام السياسي والدعم الإنساني؟




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى