تقارير

حزب “SD” يحذر من الخلط القسري للسكان سيجعل السويديين أقلية ويجب بدء تهجير عكسي

في تطور جديد يُسلّط الضوء على النهج المتشدد الذي يتبناه حزب “سفاريا ديمقارطنا” (SD)، عاد الحزب إلى واجهة الجدل السياسي في البلاد بعد حملة إعلامية هجومية شنها على الحزب الاشتراكي بقيادة ماجدلينا أندرشون ، متّهماً إياه بالسعي لفرض ما وصفه بـ”الاختلاط القسري” بين السكان، من خلال خطط لإعادة توزيع المهاجرين على مناطق سكنية أكثر استقراراً في السويد ويقصد   الحزب اختلاط المهاجرين بالسويديين الأصليين في مناطق سويدية “بكر” في وسط وشمال السويد ، مما يؤدي لتراجع أعداد السويديين الأصليين وترسيخ جذور الأصول المهاجرة في كل مناطق السويد ، بجانب التزواج والتناسل الذي سيكون لصالح الاصول المهاجرة حتى يصبح السويديين أقلية .




جوهر الحملة: رفض “الاندماج القسري”

الحملة بدأت عقب مؤتمر الاشتراكيين الديمقراطيين، حيث طُرحت مقترحات تهدف إلى تفكيك ما يُعرف بـ”المناطق الضعيفة” ـ وهي مناطق ذات كثافة سكانية من أصول مهاجرة ومعدلات بطالة وجريمة مرتفعة ـ وذلك من خلال نقل جزء من الوافدين الجدد إلى مناطق أكثر استقراراً اقتصاديًا واجتماعيًا.

حزب SD قابل هذه المقترحات بحملة شرسة على وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصًا منصة “إكس”، متهماً الاشتراكيين بمحاولة نشر ما اعتبروه “فوضى التعددية الثقافية” إلى المناطق التي ما تزال مستقرة نسبيًا في البلاد.




ريكارد يومسهوف: الوجه الأوضح للخطاب المتطرف

من أبرز من قاد هذا التصعيد هو ريكارد يومسهوف، أحد أبرز وجوه حزب SD، وعضو سابق في لجنة العدل بالبرلمان السويدي، والمعروف بخطابه الناري ضد المهاجرين والإسلام في أوروبا. يومسهوف لا يخجل من التعبير عن رؤاه المتطرفة علنًا، ويُعرف بنشاطه الكثيف على منصة “إكس” حيث ينشر بشكل متكرر صوراً وتعليقات مثيرة للجدل، وكثيراً ما يُتهم بالترويج لخطاب الكراهية.




في حملته الأخيرة، طالب يومسهوف بما سمّاه “الهجرة المعاكسة”، أي إعادة المهاجرين من حيث أتوا، معتبراً أن السويد لم تعد بحاجة للمزيد من “الاختلاط الثقافي”، بل إلى إغلاق الحدود، ووضع حد نهائي للهجرة.

نشر يومسهوف صورة من فيلم “Captain Phillips” تظهر قرصاناً صومالياً وهو يتحدث إلى قبطان السفينة. أرفق الصورة بتعليق يسخر من فكرة التعايش قائلاً: “أنظر إليّ أيها السويدي… هذه بلدي الآن”. الصورة لاقت استنكاراً واسعاً واعتُبرت عنصرية، خصوصاً أن مضمونها يلمح إلى استيلاء الوافدين على البلاد بالقوة.




من هو ريكارد يومسهوف؟

ريكارد يومسهوف ليس مجرد عضو بارز في حزب SD، بل شخصية مثيرة للجدل ومعروفة في الأوساط السياسية والإعلامية بخطابه الصدامي. شغل سابقاً منصب رئيس لجنة العدل في البرلمان السويدي، ويمثل الجناح الأيديولوجي الأكثر تشدداً في الحزب. يعتمد في تواصله السياسي على منصات التواصل الاجتماعي، خصوصاً منصة “إكس”، حيث ينشر مواداً مثيرة للرأي العام وغالباً ما تكون استفزازية.




يومسهوف يُعرف بمواقفه الحادة تجاه الإسلام والمهاجرين، وغالباً ما يُتهم بتأجيج خطاب الكراهية. سبق أن خضع لتحقيقات قانونية بتهم تتعلق بالكراهية ضد المسلمين، بعد نشره صوراً ومحتويات مسيئة تحمل إيحاءات عنصرية. ومن الأمثلة المثيرة للجدل صورة استخدم فيها مشهداً من فيلم Captain Phillips، حيث صوّر مهاجراً صومالياً على أنه يمثل “احتلالاً ديموغرافياً” للسويد، ما قوبل بإدانة واسعة من أطياف سياسية وحقوقية.




“الهجرة المعاكسة” كمشروع سياسي

في قلب خطاب يومسهوف، نجد إلحاحاً على مفهوم “الهجرة المعاكسة”، وهي سياسة يدعو من خلالها إلى إعادة المهاجرين – أو بعضهم – إلى بلدانهم الأصلية، سواء عبر الطواعية أو الوسائل القانونية المشددة. هذه الفكرة تمثل حجر الزاوية في سردية حزب SD عن “استعادة السويد”، وتستهدف ليس فقط الحد من الهجرة المستقبلية، بل معالجة ما يصفه الحزب بـ”أخطاء الماضي”.




لكن ما يبدو من هذه الطروحات ليس فقط قلقاً ديموغرافياً أو أمنياً، بل قلقاً وجودياً من تغير هوية السويد الاجتماعية والثقافية. وهو قلق يُغلف بخطاب موجه للرأي العام المحافظ، ويستغل الحوادث الأمنية والمشكلات الاقتصادية لتبرير سياسات استبعاد الآخر.




تحليل أعمق: صراع على تعريف “السويد”

الحملة الأخيرة توضح أن الصراع السياسي في السويد لم يعد مجرد نقاش حول الاندماج أو الاقتصاد، بل بات يدور حول من يملك الحق في تعريف “ما هي السويد”؟ هل هي بلد متعدد الثقافات منفتح على التغير؟ أم كيان متجانس يجب حمايته من تأثيرات خارجية؟ حزب SD يرى نفسه حارساً على “السويد الأصلية”، ويستخدم أدوات إعلامية قوية لتعزيز هذا التصور في وجدان الناخبين، حتى وإن تطلب الأمر تجاوز الخطوط الأخلاقية أو القانونية.




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى