آخر الأخبارقصص المهاجرين واللاجئين

جريمة شرف تهز السويد.. السجن لعائلة سورية قتلت زوجة الأبن “عبير” والسبب “الشرف”

في قضية هزّت الرأي العام السويدي، قضت محكمة في إسكيلستونا (Eskilstuna) يوم الثلاثاء 27 أغسطس/آب 2025، بالسجن المؤبد على رجل وأمه بعد إدانتهم زوجته الشابة عبير، البالغة من العمر 27 عاماً، سورية الجنسية تعيش في السويد في جريمة وُصفت بأنها جريمة شرف خطيرة للغاية.



الضحية: شابة سورية تحلم بالحرية!

وُلدت عبير عام 1997 في سوريا، وفي عام 2016، خلال موجة اللجوء الكبرى، وصلت مع عائلتها إلى السويد وهي في السادسة عشرة من عمرها، تبحث عن بداية جديدة وحياة أكثر أمانًا.
منذ وصولها، بدأت تتأقلم مع المجتمع الجديد، فتغيّر أسلوب حياتها وأصبحت أكثر انفتاحًا، تهتم بمظهرها وملابسها، وتتبادل مع صديقاتها أحلامها حول مستقبل مشرق.

الزوجة عبير . . الزوج والأم الجناة

لكن هذه الانطلاقة توقفت مبكرًا؛ إذ وجدت نفسها مضطرة، تحت ضغط العائلة، إلى الزواج في سن الثامنة عشرة من محمد عثمان (Mohammed Osman)، الذي كان يبلغ حينها 27 عامًا. زواجها المبكر من رجل لم تعرفه جيدًا ولم تدرك طباعه، حرمها من فرصة عيش مرحلة الشباب كما تمنّت، وظلّ حاضرًا كعائق أمام رغبتها في حياة مختلفة مليئة بالحرية والاختيارات الشخصية.

الزوجة عبير . . شقيق الزوج والأم الجناة




عندما أصبحت شابة يافعة وجدت أن الحياة مع زوجها لا تحتمل.. فقررت الانفصال .. كانت تحاول مراراً الانفصال عنه، لكن محاولاتها قوبلت بالرفض والتهديد من الزوج وعائلة الزوج.

شقيقتها روت أن عبير طلبت الطلاق عدة مرات رغم وجود طفلين ، كي تتمكن من أن تعيش مثل غيرها من النساء بحرية وكرامة في السويد ، لكن بالنسبة لأسرة زوجها كان ذلك “خيانة لا تُغتفر”.




الزوج وعائلته: تهديدات وهروب بالأطفال

في أواخر عام 2022، حاولت عبير تقديم بلاغ رسمي ضد زوجها بتهمة الاعتداء الجسدي، وقدّمت حينها صورًا توثّق إصاباتها وسجّلت الواقعة في المستوصف مؤكدة أن زوجها هو المعتدي. لكن هذه الخطوة انعكست عليها بشكل مأساوي، إذ جاء رد الزوج انتقاميًا؛ حيث أخذ طفليهما وغادر بهما أولًا إلى اليونان ثم إلى تركيا، البلد الذي عاش فيه جزءًا من شبابه ومراهقته خلال هروب عائلته من الحرب في سوريا.




في تركيا، اجتمع الزوج مع والدته سالا بكار (Saila Bakar)، البالغة 55 عامًا، وشقيقه الأصغر خليل عثمان (Khalil Osman)، البالغ 26 عامًا، وبدأوا جميعًا يمارسون ضغوطًا متزايدة على عبير في السويد، مهددين إياها ومساومينها باستخدام أطفالها كورقة ضغط. إلا أن عبير رفضت الرضوخ، ولوّحت باللجوء إلى الشرطة.

  خليل عثمان ساعد شقيقه في التجسس على عبير ورسم خريطتها لعدة أيام.




عندها، تحوّل الموقف إلى مخطط أكثر خطورة؛ إذ قررت الأم التخلص من عبير بشكل نهائي. حاولت في البداية استئجار مجرم من ألمانيا مقابل 5 آلاف يورو لتنفيذ جريمة القتل، لكن المفاوضات فشلت. ومع سقوط هذه الخطة، اتخذت الأم قرارًا صادمًا بالاشتراك مع ابنها خليل في تنفيذ الجريمة بنفسهما، بدافع الانتقام من عبير.

الصورة عبير .. وزوجها كانت عبير لديها اهتمام بمظهرها والحياة الغربية مما جعل زوجها يرفض طريقة حياتها

وفق شهادة العائلة، تلقت عبير رسائل تهديد متكررة، وصلت إلى حد تهديدها بالموت، كما أن الأطفال كانوا الورقة التي استُخدمت للضغط عليها.




المراقبة والتنفيذ

قبل يومين من الجريمة، التقطت كاميرات الشرطة صوراً لمحمد عثمان وهو يتتبع خطوات زوجته في إسكيلستونا.
وفي 17 سبتمبر/أيلول 2024، تغيبت عبير عن عملها، مما دفع زملاءها للإبلاغ عن اختفائها. عُثر عليها لاحقاً جثة هامدة داخل شقتها. تقرير المحكمة كشف أن الزوج قام ، بمساعدة من والدته وشقيقه. المحكمة أوضحت أن الدافع كان “استعادة شرف العائلة” بعد إصرار عبير على الطلاق وعيش حياتها المستقلة في السويد.




شخصية عبير: “كانت تنشر الفرح أينما ذهبت”

عائلتها وصفتها بأنها فتاة مرحة ومحبوبة، تعشق الغناء والرقص واللعب، وتحرص على إسعاد من حولها.
كانت تحب الحياة، لكنها وقعت ضحية قيود عائلية لم تستطع الإفلات منها.

الزوجة عبير 27 عاماً ضحية قمع الشرف في السويد

الأحكام القضائية

  • محمد عثمان (37 عاماً): السجن المؤبد بتهمة قتل زوجته.
  • الأم، سايلا باكار (55 عاماً): السجن المؤبد بتهمة التحريض على القتل والتخطيط للجريمة.
  • الأخ، خليل عثمان (26 عاماً): السجن 12 عاماً بتهمة المساعدة في القتل والتستر على الجريمة.
  • شقيقة محمد وزوجها: أحكام بالسجن عامين وعامين ونصف على التوالي بتهمة التستر.
  • امرأة أخرى وابنتها: السجن عام ونصف للتستر على الجريمة.
الجناة الأم ..والأبن الأصغر شقيق الزوج




التحقيقات أظهرت أن عبير تعرضت أسري لسنوات، حيث وُثقت محاولات اعتداء سابقة. ففي ربيع عام 2023، ظهرت وهي تحمل ضمادات على ذراعها بعد إصابة ناتجة عن اعتداء زوجها.




صدى واسع في السويد

القضية أثارت جدلاً كبيراً في السويد حول جرائم الشرف وخطورة  قمع الشرق الأسري بين المهاجرين، إذ اعتبرها مراقبون دليلاً على الفجوة بين القيم الاجتماعية التقليدية التي يتمسك بها بعض الوافدين، والقوانين والقيم الحقوقية السائدة في المجتمع السويدي.




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى