قضايا وتحقيقات

جدل واسع في السويد بعد خطبة جمعة لإمام مسجد يتحدث عن ضرب الزوجات في الإسلام

أثارت خطبة ألقاها الإمام صالح أبو إلين في مسجد “الرحمة” بمدينة كريخانستاد السويدية، حالة من الجدل الشديد على جميع الأصعدة في السويد، سواء على المستوى الحكومي أو السياسي أو الإعلامي والمجتمعي. حيث تطرق الإمام في خطبته التي ألقاها خلال صلاة الجمعة إلى موضوع “النساء العصيات” وتطرق إلى مسألة ضرب الزوجات وفقاً لما يراه هو في تفسير الشريعة الإسلامية.




في خطبته أمام حشد كبير في المسجد، أكد الإمام أبو إلين أن الزوج يمكنه ضرب زوجته إذا لم تطيع أوامره. حيث قال إن “العصيان” من الزوجة يبدأ عندما ترفض الانصياع لأوامر زوجها، وعليه في هذه الحالة أن يتبع ثلاث خطوات: أولًا، يوجه لها تحذيرًا، ثم يتجنبها في الفراش، وفي حال لم تنفع هذه الخطوات، يُسمح له بالضرب. وأضاف أن الضرب لا يعني العنف المفرط، بل يجب أن يتم بأسلوب “متوازن”، مشيرًا إلى أن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) كان يضرب زوجاته باستخدام “المسواك”، وهو عود صغير يستخدم في تنظيف الأسنان.

كما ذكر الإمام أن النساء في كثير من الأحيان هن من يسببن المشاكل في العلاقات الزوجية، وأن الرجل له الحق في “تأديب” زوجته إذا كانت عصية. بل وادعى أن بعض النساء يفضلن البقاء في علاقات عنيفة ويشعرن بالراحة في مثل هذه الظروف، مما أثار مزيدًا من الانتقادات.




الخطبة أحدثت صدمة واسعة بين الأوساط السياسية والإعلامية في السويد، حيث اعتبرها البعض تحريضًا على العنف ضد النساء. وفي تعقيب على ذلك، علق رئيس حزب “ديمقراطيي السويد”، جيمي أوكيسون، مطالبًا بإغلاق المسجد الذي شهد هذه الخطبة، مؤكدًا أن هذه الأفكار المتطرفة لا مكان لها في السويد. وأضاف أن “حرية الدين لا ينبغي أن تُستخدم كستار لنشر رسائل متطرفة أو حتى إجرامية”.

Imamen Saleh Abouelenen talade inför en fullsatt moské. الأمام صالح ابويالين ….

في المقابل، اعترف الإمام أبو إلين في وقت لاحق أن كلماته قد فُهمت بشكل خاطئ، وأنه كان يقصد توجيه النصيحة للرجال حول كيفية التعامل مع زوجاتهم. وادعى أنه كان يهدف إلى تعزيز الاحترام المتبادل بين الزوجين، مشيرًا إلى أن المرأة في الإسلام تحظى بمكانة عالية وأنها ليست “أداة للسيطرة” بل “أمًا، زوجة، بنتًا وأختًا”.




أما الإمام شعيب أبو زور، الذي يعد أحد الأئمة الرئيسيين في المسجد، فقد رفض التفسير الذي قدمه أبو إلين، وأكد أن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) لم يضرب أي امرأة، وأوضح أن هذه المسائل يمكن أن تحمل العديد من التفسيرات المختلفة.
الجدل وصل إلى ذروته عندما أعلن حزب المحافظين عن دعمه لتشديد الإجراءات ضد أي مكان ديني يروج لمثل هذه الأفكار المتطرفة. وقد أيد العديد من السياسيين السويديين هذا الموقف، داعين إلى اتخاذ خطوات حاسمة لوقف مثل هذه الخطابات في المساجد أو أي أماكن عبادة أخرى.




في السياق ذاته، شدد بعض المنتقدين على أن هذه الحادثة تبرز الحاجة إلى ضمان التزام الأئمة بالقوانين السويدية التي تحظر العنف، وأكدوا ضرورة تطبيق المزيد من الرقابة على خطب المساجد لضمان عدم نشر أفكار تشجع على العنف أو الاضطهاد.
من جانبها، أعلنت الجمعية الإسلامية في كريخانستاد عن إقالة الإمام صالح أبو إلين من مهامه، مؤكدة رفضها لأي شكل من أشكال العنف ضد النساء واعتزازها باحترام حقوق الإنسان والقوانين السويدية.



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى