تقارير المركز السويدي للمعلومات SCI

تقرير سويدي: المهاجرون المتعلمون لا يحصلون على وظائف السويديين العليا ولا رواتبهم

رغم أن السويد تفتخر منذ قرون بانفتاحها وقدرتها على جذب أصحاب الكفاءات والطموح، إلا أن الواقع يظهر أن المهاجرين – حتى المؤهلين وذوي الخبرات العالية – يواجهون عراقيل كبيرة تجعل من الصعب عليهم الوصول إلى نفس الفرص التي يحصل عليها السويديون. هذا ما جاء في تقرير نشرته صحيفة أكسبريسن تضمن تحليل للعديد من الخبراء والمختصين في سوق العمل السويدي.




التقرير أثار الجدل في الصحافة السويدية انقسم بين من يرى أن قدوم أصحاب الكفاءات من الخارج يشكّل خطراً على المجتمع، ومن يؤكد أن هؤلاء ليسوا تهديداً بل جزءاً من الحل لأزمة نقص الكفاءات التي تعاني منها البلاد.



لكن خلف هذه السجالات النظرية، يعيش كثير من المهاجرين تجربة مختلفة تماماً: فحتى لو كان المهاجر متساوياً مع السويدي في المؤهلات العلمية والخبرة العملية، تبقى الكفة غالباً راجحة لصالح السويدي عند التوظيف وحتى في الراتب ومفاوضات الراتب يكون للسويدي نصيب الأسد وعلى المهاجر الموافقة على الراتب الهزيل!. وفي كثير من الحالات يحتاج المهاجر أن يثبت نفسه بجهد مضاعف ليُعتبر في مستوى مقبول، بينما يتطلب الأمر منه سنوات طويلة من العمل، والدراسة الإضافية، وتجاوز حواجز اللغة والثقافة ليتمكن من المنافسة الفعلية.



حواجز غير معلنة

تشير شهادات عديدة إلى أن أصحاب الكفاءات المهاجرين يُقابلون بالشكوك أحياناً لمجرد أن شهاداتهم صادرة من جامعة غير أوروبية، أو لأن أسماءهم تبدو “غير سويدية”. النتيجة أن العديد منهم يبقون عاطلين عن العمل أو محصورين في وظائف مؤقتة لا تتناسب مع مؤهلاتهم.



رغم ذلك، يوجد الكثير من المهاجرين الذين كسروا هذه الحواجز وحققوا نجاحات كبيرة في الجامعات والشركات والمجتمع المدني. غير أن الصورة العامة تبقى واضحة: الوصول إلى المناصب العليا أو الوظائف المرموقة يبقى أصعب بكثير على المهاجر مقارنة بالسويدي، حتى لو كان المهاجر أكثر خبرة وتعليماً.



أزمة نقص الكفاءات

الاقتصاد السويدي بحاجة ماسة إلى الأطباء والمهندسين والتقنيين. ومع ذلك، تُهدر طاقات كثيرة لمهاجرين يملكون هذه الخبرات بسبب البيروقراطية وبطء معادلة الشهادات وعدم الاعتراف الفعلي بخبراتهم السابقة.



وجاء في ختام التقرير أن المهاجرين المتعلمين لا ينبغي أن يُختصر في كونه تهديداً أو فرصة. القضية أعمق: كيف يمكن للسويد أن تُنصف من يأتون إليها بقدرات حقيقية، وأن تفتح المجال أمامهم ليساهموا في بناء المستقبل، بدل أن يبقوا عالقين خلف حواجز خفية تجعلهم بحاجة إلى جهد مضاعف فقط ليصلوا إلى نقطة البداية ذاتها التي يولد عندها أي شاب سويدي.




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى